إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وهذا أيضا تعليل الترغيب لخوف الفساد .

وقال صلى الله عليه وسلم : " من نكح لله وأنكح لله استحق ولاية الله .

".
وقال صلى الله عليه وسلم : " من تزوج فقد أحرز شطر دينه فليتق الله في الشطر الثاني .

" وهذا أيضا إشارة إلى أن فضيلته لأجل التحرز من المخالفة تحصنا من الفساد فكأن المفسد لدين المرء في الأغلب فرجه وبطنه وقد كفى بالتزويج أحدهما .

وقال صلى الله عليه وسلم : " كل عمل ابن آدم ينقطع إلا ثلاث : ولد صالح يدعو له .. " الحديث ولا يوصل إلى هذا إلا بالنكاح .


(وهذا أيضا تعليل للترغيب بخوف الفساد) والفتنة، وأصل الفساد خروج الشيء عن حد استقامته، وضده الصلاح .

(وقال -صلى الله عليه وسلم-: " من نكح وأنكح لله استحق ولاية الله".) أورده صاحب القوت [ ص: 288 ] وقال: وهذا أدنى حال تنال به الولاية; لأنها مقامات لكل مقام عمل من الصالحات .

قال العراقي : رواه أحمد بسند ضعيف من حديث معاذ بن أنس بلفظ: " من أعطى لله وأحب لله وأبغض لله، وأنكح لله فقد استكمل إيمانه ". اهـ .

قلت: والطبراني والحاكم والبيهقي بلفظ: " من أحب لله وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، وأنكح لله، فقد استكمل إيمانه". ورواه أبو داود والطبراني والبيهقي أيضا من حديث أبي أمامة وليس فيه: " وأنكح لله " .

(وقال -صلى الله عليه وسلم-: " من تزوج فقد أحرز شطر دينه فليتق الله في الشطر الثاني ") . قال العراقي : رواه ابن الجوزي في العلل من حديث أنس بسند ضعيف، وهو عند الطبراني في الأوسط بلفظ: " فقد استكمل نصف الإيمان ". وفي المستدرك وصحح إسناده بلفظ: " من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه " الحديث. اهـ .

قلت: وهكذا رواه البيهقي أيضا ولفظهما في الشطر الباقي، وفي الكامل لابن عدي في ترجمة عبد الواحد بن زيد العمي عن أبيه عن أنس -رضي الله عنه- بلفظ: " من تزوج فقد أعطي نصف العبادة ". وعبد الواحد ضعيف. (وهذا أيضا إشارة إلى فضيلته) ، أي: النكاح (لأجل التحرز من المخالفة تحصنا عن الفساد) الذي هو الخروج عن حد الاستقامة، (وكان المفسد لدين المرء في الأغلب فرجه وبطنه) وهما القبقبان، (وقد كفي بالتزويج أحدهما) وهو الفرج .

(وقال -صلى الله عليه وسلم-: " كل عمل ابن آدم ينقطع إلا ثلاث: ولد صالح يدعو له.. " الحديث) بتمامه تقدم في كتاب العلم، وقد رواه مسلم والثلاثة بنحوه من حديث أبي هريرة بلفظ: " إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: من صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ". وقد رواه أيضا البخاري في الأدب المفرد. (ولا يوصل إلى هذا إلا بالنكاح) فإنه سبب لمجيء الولد .

التالي السابق


الخدمات العلمية