إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وبالجملة : التجارة في الأقوات مما لا يستحب لأنه طلب ربح والأقوات أصول خلقت قواما، والربح من المزايا فينبغي أن يطلب الربح فيما خلق من جملة المزايا التي لا ضرورة للخلق إليها ولذلك أوصى بعض التابعين رجلا ، وقال : لا تسلم ولدك في بيعتين ، ولا في صنعتين بيع الطعام وبيع الأكفان ، فإنه يتمنى الغلاء وموت الناس .

والصنعتان أن يكون جزارا فإنها صنعة تقسي القلب أو صواغا ، فإنه يزخرف الدنيا بالذهب والفضة .


(وبالجملة: التجارة في الأقوات مما لا يستحب) ولا ينبغي أن يصار إليها; (لأنه يطلب الربح فيما خلق من جملة المزايا التي ضرورة الخلق إليها) ومن هنا قال بعضهم: تاجران لا يربحان، بائع الدقيق، وبائع الرقيق، وفي القوت: وكانوا يكرهون بيع الطعام والرقيق; (ولذلك أوصى بعض التابعين رجلا، وقال: لا تسلم ولدك في بيعتين، ولا في صنعتين) فالبيعتان: (بيع الطعام) أي: قوت المسلمين (وبيع الأكفان، فإنه) أي: صاحبهما (يتمنى الغلاء) ليربح في ثمن الطعام (و) يتمنى (موت الناس) ليربح في ثمن الأكفان. (والصنعتان أن يكون جزارا فإنها) أي: الجزارة، وهو ذبح الحيوانات (صنعة تقسي القلب) أي: تورث القساوة، والشدة، والظلمة في القلب. (أو صواغا، فإنه يزخرف الدنيا بالذهب والفضة) . هكذا أورده صاحب القوت، قال: وقد كان بعض السلف يقول: تخيروا لأولادكم الصنائع .

التالي السابق


الخدمات العلمية