إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وقال صلى الله عليه وسلم : من أمسى وانيا من طلب الحلال ، بات مغفورا له وأصبح والله عنه راض .

وقال صلى الله عليه وسلم : من أصاب مالا من مأثم فوصل به رحما أو تصدق به أو أنفقه في سبيل الله جمع الله ذلك جميعا ثم قذفه في النار .

وقال عليه السلام خير دينكم الورع .

وقال صلى الله عليه وسلم : من لقي الله ورعا أعطاه الله ثواب الإسلام كله .

ويروى أن الله تعالى قال في بعض كتبه : وأما الورعون ، فأنا أستحي أن أحاسبهم .

وقال صلى الله عليه وسلم : درهم من ربا أشد عند الله من ثلاثين زنية في الإسلام .


(وقال صلى الله عليه وسلم: من أمسى وانيا) أي: تعبا (من طلب الحلال، بات مغفورا له) ، ولذا كان نبي الله داود عليه السلام لا يأكل إلا من عمل يده، (وأصبح والله عنه راض) ، قال العراقي : رواه الطبراني في الأوسط من حديث ابن عباس : من أمسى كالا من عمل يده أمسى مغفورا له ، وفيه ضعف اهـ .

قلت: وقال الهيتمي : فيه جماعة لم أعرفهم، ورواه أيضا ابن عساكر من طريق سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده، (وقال عليه) الصلاة و (السلام: من أصاب مالا من مأثم ) أي: من حيث يلزمه الإثم (فوصل به رحما) ، كان واجبا عليه أن يصله (أو تصدق به) على محتاج، (أو أنفقه في سبيل الله جمع الله ذلك جميعا ثم قذفه في النار) قال العراقي : رواه أبو داود في المراسيل من رواية القاسم بن مخيمرة مرسلا اهـ، قلت: وفي رواية: ثم قذف به في جهنم ، وكذلك رواه ابن المبارك وابن عساكر من طريق القاسم بن مخيمرة ، (وقال صلى الله عليه وسلم خير دينكم الورع ) ، رواه أبو الشيخ في كتاب الثواب من حديث سعد ، وقد تقدم الكلام عليه في كتاب العلم، (وقال صلى الله عليه وسلم: من لقي الله ورعا أعطاه الله ثواب الإسلام كله ) ، قال العراقي : لم أقف له على أصل (ويروى أن الله تعالى قال: وأما الورعون، فأنا أستحيي أن أحاسبهم ) ، أي: فإنهم حاسبوا أنفسهم، قبل أن يحاسبوا ولم يتعرض له العراقي ، وفي شرح عين العلم والحديث لم أعرفه، قلت: رواه الحكيم الترمذي عن ابن عباس مرفوعا بلفظ: قال الله تعالى: يا موسى إنه لن يلقاني عبدي في حاضر القيامة إلا فتشته عما في يديه إلا ما كان من الوارعين، فإني أستحييهم وأجلهم وأكرمهم وأدخلهم الجنة بغير حساب (وقال عليه) الصلاة و (السلام: درهم من ربا) أي: يكتسبه بالربا (أشد عند الله تعالى من) ذنب (ثلاثين زينة في الإسلام) ، وإنما كان أشد; لأن من أكله فقد حاول مخالفة الله ورسوله ومحاربتهما بفعله الزائغ; قال العراقي : رواه أحمد والدارقطني من حديث عبد الله بن حنظلة ، وقال: ستة وثلاثين، ورجاله ثقات، وقيل: عن حنظلة الراهب عن كعب موقوفا، وللطبراني في الصغير من حديث ابن عباس : ثلاثة وثلاثين، وسنده ضعيف اهـ، قلت: رواه أحمد عن حسين بن محمد عن جرير بن حازم عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن حنظلة الغسيل ، ورواه الطبراني في الكبير من هذا الوجه، وكذا صاحب المختارة والدارقطني والبغوي وابن عساكر ، ولفظ البغوي وابن عساكر : "درهم ربا أشد من ثلاث وثلاثين زنية في الخطيئة" . وفي رواية عن أحمد في الحطيم، ولفظ الجماعة غيرهما: درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد عند الله من ستة وثلاثين زنية ، ولفظ حديث ابن عباس عن البيهقي في الشعب: درهم ربا أشد عند الله من ست وثلاثين زنية، ومن نبت لحمه من سحت فالنار أولى به" .

وقد أورد ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات وقال: حسين بن محمد هو ابن بهرام المروزي ، قال أبو حاتم : رأيته ولم أسمع منه، وسئل أبو حاتم عن حديث يرويه حسين فقال: خطأ، فقيل له: الوهم ممن؟ قال: ينبغي أن يكون من حسين وتعقبه الحافظ ابن حجر بأنه احتج به الشيخان، ووثقه غيرهما، وبأن له شواهد، ونقل عن الدارقطني أنه قال بعد ما أورد الحديث عن عبد الله بن حنظلة ما لفظه الأصح موقوف .

وروى ابن عساكر في التاريخ: "من أكل درهما ربا فهو مثل ثلاث وثلاثين زنية" رواه عن محمد بن حمير عن إبراهيم بن أبي عبلة عن عكرمة عن ابن عباس .

التالي السابق


الخدمات العلمية