إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
ومن ذلك أن يدعوه بأحب أسمائه إليه في غيبته وحضوره .

قال عمر رضي الله عنه ثلاث : يصفين لك ود أخيك أن تسلم عليه إذا لقيته أولا وتوسع له في المجلس وتدعوه بأحب أسمائه إليه .


(ومن ذلك أن يدعوه بأحب أسمائه إليه) وكذا بأحب ألقابه وكناه (في) حال (غيبته وحضوره) فإن هذا مما يورث انشراح صدره لأخيه وميل قلبه، فيكون سببا لتزايد المحبة المطلوبة .

(وقال عمرو -رضي الله عنه-: ثلاثة يصفين لك ود أخيك) أي: ثلاث خصال من عمل بهن صفا له ود أخيه (أن تسلم عليه إذا لقيته أولا) أي: تفاتحه بالسلام فإنه تحية المؤمن وعلامة على صفاء الود (وتوسع له في المجلس) إذا قدم عليك وأنت جالس فتزحزح له عن مجلسك وتقول له هاهنا يا أبا فلان (وتدعوه بأحب أسمائه إليه) مما سماه به أبواه، وقد تقدم مثل ذلك قريبا من كلام سعيد بن العاص كان يقول: لجليسي علي ثلاث: إذا دنا رحبت به، وإذا حدث أقبلت عليه، وإذا جلس أوسعت له.

التالي السابق


الخدمات العلمية