إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
ومنها أن يتواضع لكل مسلم ولا يتكبر عليه ؛ فإن الله لا يحب كل مختال فخور .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد .

ثم إن تفاخر عليه غيره فليحتمل ، قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين وعن ابن أبي أوفى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتواضع لكل مسلم ولا يأنف ولا يتكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي حاجته .


(ومنها أن يتواضع لكل مسلم ولا يتكبر عليه؛ فإن الله) عز وجل (لا يحب كل مختال فخور) فالفخور المتكبر، والفخور الكثير الفخر على الناس (وقال -صلى الله عليه وسلم- إن الله -عز وجل- أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد) .

قال العراقي: رواه أبو داود ابن ماجه واللفظ له من حديث عياض بن حماد ورجاله رجال الصحيح (ثم إن تفاخر عليه غيره فليحتمل، قال الله -عز وجل- لنبيه -صلى الله عليه وسلم- خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) فقد أمر أن يتحمل كلامهم ويعرض عن أهل الجهل (و) عن عبد الله (بن أبي أوفى) علقمة بن خالد بن الحارث الأسلمي، صحابي شهد الحديبية وعمر بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- دهرا، مات سنة سبع وثمانين وهو آخر من مات بالكوفة من الصحابة، قال: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة) التي لا زوج لها لافتقارها، قال الأزهري: لا يقال لها أرملة إلا إذا كانت فقيرة، فإن كانت موسرة فلا يقال لها أرملة، والجمع أرامل (والمسكين فيقضي حاجته) .

قال العراقي: رواه النسائي بإسناد صحيح وقال: على شرط الشيخين، قلت: ولكن ليس عنده: ولا يستكبر، وعند البخاري: "إن كانت الأمة لتأخذ بيد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتنطلق به حيث شاءت" وفي رواية أحمد "فتنطلق به في حاجتها" .

التالي السابق


الخدمات العلمية