وهذا ضعيف؛ لأن مخالطة الكفار لا فائدة فيها إلا دعوتهم إلى الدين .
وعند اليأس من إجابتهم فلا وجه إلا هجرهم وإنما الكلام في مخالطة المسلمين وما فيها من البركة لما روي أنه قيل يا رسول الله : الوضوء من جر مخمر أحب إليك أو من هذه المطاهر التي يتطهر منها الناس فقال : بل من هذه المطاهر التماسا لبركة أيدي المسلمين .
وروي أنه صلى الله عليه وسلم لما طاف بالبيت عدل إلى زمزم ليشرب منها فإذا التمر المنقع في حياض الأدم وقد مغثه الناس بأيديهم وهم يتناولون منه ويشربون فاستسقى منه وقال اسقوني : فقال nindex.php?page=showalam&ids=18العباس إن هذا النبيذ شراب قد مغث وخيض بالأيدي أفلا آتيك بشراب أنظف من هذا من جر مخمر في البيت ، فقال اسقوني : من هذا الذي يشرب منه الناس ألتمس بركة أيدي المسلمين فشرب منه .
(احتجوا بقوله تعالى حكاية عن إبراهيم) -عليه السلام-: ( وأعتزلكم وما تدعون من دون الله ) [ ص: 338 ] أي: الأصنام ( وأدعو ربي الآية) استظهر بالعزلة على قومه (ثم قال -عز وجل-: فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا إشارة إلى أن ذلك ببركة العزلة وهذا) الاحتجاج (ضعيف؛ لأن مخالطة الكفار لا فائدة فيها إلا دعوتهم إلى الدين) وإرشادهم إلى التوحيد (وعند اليأس عن إجابتهم فلا وجه إلا هجرتهم وإنما الكلام في مخالطة المسلمين وما فيها من البركة) والفوائد .
(إذ روي أنه -صلى الله عليه وسلم- قيل له: الوضوء من جر مخمر) أي: مغطى (أحب إليك أم من هذه المطاهر التي يطهر منها الناس) قال في المصباح: كل إناء يتطهر به مطهرة والجمع المطاهر (فقال: بل من هذه المطاهر التماسا لبركة أيدي المسلمين) .
قال العراقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر وفيه ضعف اهـ .
قلت: قال nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة في المصنف: باب في المطاهر التي توضع للمسجد، حدثنا حفص عن nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن عطاء عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه صنع هذه المطهرة وقد علم أنه يتوضأ منه الأسود والأبيض، وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع عن عصمة بن وائل عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أنه توضأ من المطهرة، وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع عن سفيان عن مزاحم قال: قلت: nindex.php?page=showalam&ids=14577للشعبي أكوز عجوز مخمر أحب إليك أن توضأ منه أو المطهرة التي يدخل فيها الخراز يده؟ قال: من المطهرة التي يدخل فيها الخراز يده.
(وروي أنه -صلى الله عليه وسلم- لما طاف بالبيت) أي: فرغ من طوافه (عدل إلى زمزم ليشرب منها) أنث الضمير على إرادة العين (فإذا التمر المنتقع في حياض الأدم قد مغثه الناس) أي: مرسوه ودلكوه (بأيديهم وهم يتناولون منه ويشربون) والمعنى أنهم قد وسخوه لما خالطته أيديهم (فاستسقى منه وقال: اسقوني فقال nindex.php?page=showalam&ids=18العباس) بن عبد المطلب -رضي الله عنه- (إن هذا النبيذ شراب قد مغث) أي: مرس ودلك (وخيض بالأيدي أفلا آتيك بشراب أنظف من هذا في جر مخمر) أي: مغطى (في البيت، فقال: اسقوني من هذا الذي يشرب الناس منه ألتمس بركة يد المسلمين فشرب منه) .
قال العراقي: رواه الأزرقي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس بسند ضعيف، ومن رواية nindex.php?page=showalam&ids=16248طاوس مرسلا نحوه اهـ .