إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
السادس : أن يرحل عن المنزل بكرة .

روى جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم رحل يوم الخميس وهو يريد تبوك وقال : اللهم بارك لأمتي في بكورها .

ويستحب أن يبتدئ بالخروج يوم الخميس فقد روى عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه قال قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إلى سفر إلا يوم الخميس .

وروى أنس أنه صلى الله عليه وسلم قال : اللهم بارك لأمتي في بكورها يوم السبت وكان صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية بعثها أول النهار .

وروى أبو هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال : اللهم بارك لأمتي في بكورها يوم خميسها .

وقال عبد الله بن عباس إذا كان لك إلى رجل حاجة فاطلبها منه نهارا ولا تطلبها ليلا واطلبها بكرة فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم بارك لأمتي في بكورها.

.


(السادس: أن يرحل من المنزل بكرة) أي: في أول النهار (روى جابر) بن عبد الله الأنصاري - رضي الله عنه- (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رحل يوم الخميس يريد تبوك) وهو موضع بالشام (وبكر) أي: سافر في أول النهار (وقال: اللهم بارك لأمتي في بكورها) .

قال العراقي: رواه الخرائطي بسند ضعيف وفي السنن الأربعة من حديث صخر الغامدي: اللهم بارك لأمتي في بكورها، وقال الترمذي: حديث حسن. انتهى .

قلت: ورواه كذلك أحمد وابن حبان، ورواه ابن ماجه من حديث ابن عمر، ورواه الطبراني في الكبير من حديث ابن عباس وابن مسعود وعبد الله بن سلام وعمران بن حصين وكعب بن مالك والنواس بن سمعان، وستأتي الإشارة إلى بعض ذلك .

(ويستحب أن يبتدئ بالخروج يوم الخميس فقد روى كعب بن مالك عن أبيه) هكذا في النسخ وهو غلط، فإن كعب بن مالك صحابي مشهور وهو أحد الثلاثة الذين تخلفوا في غزوة تبوك وتيب عليهم، وكأنه كان في الأصل: فقد روى ابن كعب بن مالك عن أبيه فسقط لفظ ابن من النساخ، وكعب له ولدان عبد الرحمن وعبد الله الأخير روى له الشيخان وأبو داود والنسائي وابن ماجه.

(قلما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخرج إلى سفر إلا يوم الخميس) رواه البخاري في صحيحه (وروى أنس) - رضي الله عنه- (أنه قال -صلى الله عليه وسلم-: اللهم بارك لأمتي في بكورها يوم الخميس والسبت) وفي بعض النسخ: يوم السبت فقط .

قال العراقي: رواه البزار مقتصرا على يوم خميسها والخرائطي مقتصرا على يوم السبت وكلاهما ضعيف .

قلت: وفي لفظ للبزار في بكور يوم خميسها (وكان -صلى الله عليه وسلم- إذا بعث سرية) أي: طائفة من العسكر (بعثها [ ص: 406 ] أول النهار) .

قال العراقي: رواه الأربعة من حديث صخر الغامدي وحسنه الترمذي . اهـ .

قلت: ولفظهم ما عدا النسائي كان إذا بعث سرية أو جيشا بعثهم من أول النهار، وكان صخر تاجرا فكان يبعث في تجارته من أول النهار فأثري وكثر ماله .

(وروى أبو هريرة) -رضي الله عنه- (أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: اللهم بارك لأمتي) في بكورها (يوم خميسها) .

قال العراقي: رواه ابن ماجه والخرائطي في مكارم الأخلاق واللفظ له، وقال ابن ماجه: يوم الخميس، وكلا الإسنادين ضعيف. انتهى .

قلت: ورواه الطبري في الأوسط من حديث عائشة ولفظه وجعله في يوم الخميس، وفي رواية له: اغدوا في طلب العلم فإني سألت ربي أن يبارك لأمتي في بكورها ويجعل ذلك يوم الخميس.

(وقال عبد الله بن عباس) -رضي الله عنه- (إذا كانت لك إلى رجل حاجة فاطلبها إليه نهارا ولا تطلبها ليلا واطلبها بكرة فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول اللهم بارك لأمتي في بكورها) .

قال العراقي: رواه البزار والطبراني في الكبير والخرائطي في مكارم الأخلاق واللفظ له وإسناده ضعيف قلت: وفي لفظ للطبراني: قال ابن عباس: وباكر في حاجتك فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال. وذكره في الباب عن بريدة ونبيط بن شريك وأبي بكر قال الحافظ ابن حجر: منها يصح ومنها لا يصح، وفيها الحسن وفيها الضعيف .

التالي السابق


الخدمات العلمية