إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وقال أحمد رحمه الله علماء الكلام زنادقة .

وقال مالك رحمه الله أرأيت إن جاءه من هو أجدل منه أيدع دينه كل يوم لدين جديد ؟ يعني أن أقوال المتجادلين تتفاوت .

.


(وقال أحمد) أيضا (علماء الكلام زنادقة) ، قال صاحب البارع: زنديق وزنادقة وزنادق وزناديق، وليس ذلك من كلام العرب في الأصل، وقال الأزهري: زندقة الزنديق أنه لا يؤمن بالآخرة، ولا بوحدانية الخالق. وقال غيره: المشهور أن الزنديق هو الذي لا يتمسك بشريعة، ويقول بدوام الدهر، وتعبر العرب عن هذا بقولهم: ملحد. أي: طاعن في الأديان .

(وقال مالك) بن أنس، الإمام (أرأيت إن جاء من هو أجدل منه) أي: أكثر جدلا (أيدع دينه) الذي اعتقده (كل يوم لدين جديد؟ يعني أن أقوال المتجادلين تتقاوم) أي: فلا يعتمد على تلك الأقوال؛ لكونها في معرض الإزالة بما هو أقوى، وأخرج اللالكائي في السنة من رواية الحسن بن علي الحلواني قال: سمعت إسحاق بن عيسى يقول: قال مالك بن أنس: كلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما نزل به جبريل على محمد -صلى الله عليه وسلم- لجدل. وأخرج من رواية محمد بن حاتم بن بزيع قال: سمعت ابن الطباع يقول: جاء رجل إلى مالك بن أنس، فسأله عن مسألة فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كذا. فقال: أرأيت لو كان كذا؟ قال مالك: فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ، قال: وقال مالك: أوكلما جاء رجل أجدل من رجل آخر رد ما أنزل جبريل على محمد -صلى الله عليه وسلم-؟ وأخرج أيضا من رواية القضبي عن مالك قال: مهما تلاعبت به من شيء فلا تلاعبن بأمر دينك .

التالي السابق


الخدمات العلمية