إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وكان له ثوبان لجمعته خاصة سوى ثيابه في غير الجمعة وربما لبس الإزار الواحد ليس عليه غيره ويعقد ، طرفيه بين كتفيه وربما أم به الناس على الجنائز وربما صلى في بيته في الإزار الواحد ملتحفا به مخالفا بين طرفيه ويكون ذلك الإزار الذي جامع فيه يومئذ وكان ربما صلى بالليل بالإزار ويرتدي ببعض الثوب مما يلي هدبه ويلقي ، البقية على بعض نسائه فيصلي كذلك ولقد كان له كساء فوهبه فقالت له : أم سلمة بأبي أنت وأمي ما فعل ذلك الكساء الأسود فقال ؟ : كسوته ، فقالت : ما رأيت شيئا قط كان أحسن من بياضك على سواده وقال أنس وربما رأيته يصلي بنا الظهر في شملة عاقدا بين طرفيه .


(وكان له) -صلى الله عليه وسلم- (ثوبان لجمعته خاصة سوى ثيابه في غير الجمعة) قال العراقي : رواه الطبراني في الصغير والأوسط من حديث عائشة بسند ضعيف ، زاد انصرف طويناهما إلى مثله ، ويرده حديث عائشة عند ابن ماجه "ما رأيته يسب أحدا ولا يطوى له ثوب" اهـ .

قلت: ويمكن الجمع بينهما بأن يستثنى ، أي غير ثوبي الجمعة، وسيأتي أنه كان له برد أخضر للجمعة خاصة (وربما لبس) -صلى الله عليه وسلم- (الإزار الواحد ليس عليه غيره ، يعقد طرفيه بين كتفيه) .

قال العراقي : روى الشيخان من حديث عمر في حديث اعتزاله أهله ، فإذا عليه إزاره وليس عليه غيره، وللبخاري من رواية محمد بن المنكدر ، صلى بنا جابر في إزار قد عقده من قبل قفاه ، وثيابه موضوعة على المشجب، وفي رواية له "وهو يصلي في ثوب ملتحفا به، ورداؤه موضوع"، وفيه رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي هكذا ، (وربما أم به الناس على الجنائز) .

قال العراقي : لم أقف عليه (وربما صلى في بيته في الإزار الواحد ملتحفا به مخالفا بين طرفيه) يدل له حديث جابر السابق قبله (ويكون ذلك الإزار الذي جامع فيه يومئذ) .

قال العراقي : روى أبو يعلى بإسناد حسن من حديث معاوية قال: "دخلت على أم حبيبة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- فرأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في ثوب واحد فقلت يا أم حبيبة أيصلي النبي -صلى الله عليه وسلم- في الثوب الواحد؟ قالت: نعم ، وهو الذي كان فيه ما كان"، يعني الجماع ، ورواه الطبراني في الأوسط .

(وكان) النبي -صلى الله عليه وسلم- (ربما صلى بالليل في الإزار ويرتدي ببعض الثوب مما يلي هدبه ، ويلقي البقية على بعض نسائه يصلي كذلك) .

قال العراقي : روى أبو داود من حديث عائشة : "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى في ثوب بعضه علي"، ولمسلم: "كان يصلي من الليل وأنا إلى جنبه وأنا حائض وعلي مرط وعليه بعضه إلى جنبه" وللطبراني في الأوسط من حديث أبي عبد الرحمن حاضن عائشة ، رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وعائشة يصليان في ثوب واحد نصفه على النبي -صلى الله عليه وسلم- ونصفه على عائشة ، وسنده ضعيف .

(ولقد كان له) -صلى الله عليه وسلم- (كساء أسود فوهبه) لآخر (فقالت له: أم سلمة ) -رضي الله عنها- (بأبي أنت وأمي) يا رسول الله، (ما فعل ذلك الكساء الأسود ؟ قال: كسوته ، فقالت: ما رأيت شيئا قط كان أحسن من بياضك على سواده) .

قال العراقي : لم أقف عليه من حديث أم سلمة ، ولمسلم من حديث عائشة : "خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- وعليه مرط مرجل أسود"، ولأبي داود ، والنسائي "صنعت للنبي - صلى الله عليه وسلم- بردة سوداء من الصوف فلبسها"، الحديث وزاد فيه ابن سعد في الطبقات فذكرت بياض النبي -صلى الله عليه وسلم- [ ص: 129 ] وسوادها ، ورواه الحاكم بلفظ: جبة ، وقال صحيح على شرط الشيخين ، (وقال أنس ) -رضي الله عنه- : (ربما رأيته) -صلى الله عليه وسلم- (يصلي بنا الظهر في شملة عاقدا بين أطرافها) قال العراقي : رواه البزار وأبو يعلى بلفظ: "صلى في ثوب واحد قد خالف بين طرفيه" وللبزار: "خرج في مرضه الذي مات فيه مرتديا بثوب قطن ، فصلى بالناس". وإسنادهما صحيح، ولابن ماجه من حديث عبادة بن الصامت: "صلى في شملة قد عقد عليها"، وفي كامل ابن عدي "قد عقد عليها هكذا" ، وأشار سفيان إلى قفاه ، وفي خبر الغطريف فعقدها في عنقه ما عليه غيرها ، وإسناده ضعيف .

التالي السابق


الخدمات العلمية