إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وكان صلى الله عليه وسلم واسع الجبهة أزج الحاجبين سابغهما وكان أبلج ما بين الحاجبين كأن ما بينهما الفضة المخلصة .


(وكان صلى الله عليه وسلم واسع الجبهة ) ، أي : واضحها قال الخليل هي مستوى ما بين الحاجبين إلى الناصية ، وقال الأصمعي : هي موضع السجود ، والجمع جباه .

(أزج الحاجبين) ، أي : مقوسهما مع كثرة شعرهما وطول في طرفه وامتداده أو دقيقهما مع طول (سابغهما) ، أي : كاملهما .

(وكان أبلج ما بين الحاجبين كأن ما بينهما الفضة المخلصة) أي كأن بين حاجبيه بلجة ، أي فرجة بيضاء دقيقة لا تتبين إلا لمتأمل فهو غير أقرن في الواقع ، وإن كان أقرن بحسب الظاهر عند من لم يتأمله ؛ لأنهما سبغا حتى كاد يلتقيان ، قال الأصمعي : كانت العرب تكره القرن ، وتستحب البلج ، والبلج هو أن ينقطع الحاجبان فيكون ما بينهما نقيا ، روى البيهقي في الدلائل من حديث أبي هريرة ، كان مفاض أهدب الأشفار ، وروى الترمذي في الشمائل من حديث هند بن أبي هالة ، "كان واسع الجبين أزح الحواجب سوابغ في غير قرن بينهما عرق يدره الغضب " الحديث ، وروى البيهقي من طريق حرب بن شريح ، صاحب الخلقان ، قال : حدثني رجل من بامدويه ، قال : حدثني جدي ، قال : انطلقت إلى المدينة ، فذكر الحديث في رؤيته رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال : فإذا رجل حسن الجسم عظيم الجبهة ، الحديث ، وروى من حديث أبي هريرة ، كان أحسن الناس صفة ، وأجملها الحديث ، وفيه: أسيل الجبين شديد سواد الشعر الحديث ، وفي بعض الروايات كان صلت الجبين ، وكلها تؤول إلى معنى واحد .

التالي السابق


الخدمات العلمية