إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وكانت عيناه نجلاوين أدعجهما وكان في عينيه تمزج من حمرة وكان أهدب الأشفار حتى تكاد تلتبس من كثرتها .


(وكانت عيناه ) صلى الله عليه وسلم (نجلاوين) أو واسعتين (أدعجهما) ، أي : شديد سواد حدقتهما .

روى البيهقي من طريق عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قيل لعلي : انعت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم - فقال : "كان أبيض مشربا بياضه حمرة ، وكان أسود الحدقة أحدب الأشفار " ، وروي من طريق إبراهيم بن محمد من ولد علي ، قال : "كان علي إذا نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال : كان في الوجه تدوير أبيض ، مشرب أدعج العينين أهدب الأشفار " ، ولأبي بكر بن أبي شيبة ، من حديث جابر بن سمرة ، قال : "كنت إذا نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - قلت : أكحل العينين ، وليس بأكحل " ، الحديث .

(وكان في عينيه تمزج من حمرة) روى البيهقي من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن محمد بن علي ، عن أبيه ، قال : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - عظيم العينين ، أهدب الأشفار ، مشرب العين بحمرة " ، وروى مسلم من طريق غندر عن شعبة ، عن سماك ، عن جابر بن سمرة ، قال : كان ضليع الفم ، أشكل العينين ، منهوس العقبين .

ورواه الحاكم بلفظ : "كان أشكل العينين ضليع الفم ، ورواه أبو داود فقال : أشهل العينين ، قال أبو عبيد الشكلة كهيئة الحمرة ، تكون في بياض العين ، والشهلة غير الشكلة ، وهي حمرة في سواد العين .

(وكان) صلى الله عليه وسلم (أهدب الأشفار) ، جمع شفر بالضم ، وهو حرف الجفن ، الذي ينبت عليه الهدب ، قال ابن قتيبة والعامة تجعل أشفار العين الشعر ، وهو غلط ، وإنما الأشفار حروف العين التي ينبت عليها الشعر ، (حتى تكاد تلتبس من كثرتها) روي ذلك من حديث علي بألفاظ مختلفة ، ففي لفظ عظيم العينين أهدب الأشفار ، وفي لفظ : أسود الحدقة أهدب الأشفار ، وفي لفظ : أدعج العين أهدب الأشفار ، وفي لفظ أغر أبلج أهدب الأشفار ، ومن حديث أبي هريرة ، كان أهدب أشفار العينين ، وفي لفظ : كان مفاض الجبين أهدب الأشفار ، وفي لفظ : أكحل العينين أهدب الأشفار ، كل هذه الألفاظ عند البيهقي في الدلائل .

التالي السابق


الخدمات العلمية