إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وكان إذا افتر ضاحكا افتر عن مثل سنا البرق إذا تلألأ وكان من أحسن عباد الله شفتين وألطفهم ختم فم وكان سهل الخدين صلبهما .


(وكان) صلى الله عليه وسلم ( إذا افتر ضاحكا افتر عن مثل سنا) ، أي : ضوء (البرق إذا تلألأ) في ظلمة الليل . روى البيهقي من حديث عائشة ، وكان يتبسم عن مثل البرد والمنحدر من متون الغمام ، فإذا افتر ضاحكا افتر عن مثل سنا البرق إذا تلألأ .

وروي من حديث أبي هريرة : وإذا ضحك يتلألأ ، وفي حديث هند ويفتر عن مثل حب الغمام .

(وكان من أحسن عباد الله شفتين وألطفهم ختم فم ) رواه البيهقي في الدلائل من حديث عائشة على ما سيأتي ذكره ، وعند مسلم والترمذي من حديث جابر ضليع الفم ، أي واسعه ، والعرب تمدح به ، وتذم بصغر الفم ، وقال بعضهم الضليع المهزول ، الذابل ، وهو في صفة فم النبي صلى الله عليه وسلم - وبدل شفتيه ، ورقتهما وحسنهما .

(وكان) صلى الله عليه وسلم (سهل الخدين صلتهما) ، أي : سائلهما من غير ارتفاع وجنتيه ، وذلك أحلى عند العرب ، رواه الترمذي في الشمائل ، والبيهقي والطبراني ، من حديث هند بن أبي هالة ، وروى البزار والبيهقي : "كان أسيل الخدين وصلت الخدين أسيلهما هو المستوي الذي لا يفوت بعض لحم بعضه بعضا ، كما سيأتي ذلك عند ذكر حديث عائشة .

التالي السابق


الخدمات العلمية