إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وأبطل الله تعالى الكهانة بمبعثه صلى الله عليه وسلم فعدمت وكانت ظاهرة موجودة .


(و) من معجزاته صلى الله عليه وسلم أنه (أبطل الله الكهانة بمبعثه صلى الله عليه وسلم فعدمت وكانت) قبل (ظاهرة موجودة) .

قال العراقي : رواه الخرائطي من حديث مرداس بن قيس الأوسي ، قال : حضرت النبي صلى الله عليه وسلم - وذكرت عنده الكهانة وما كان من تغييرها عند مخرجه ، الحديث ، ولأبي نعيم في الدلائل من حديث ابن عباس في استراق الجن السمع ، فيلقونه على أوليائهم ، فلما بعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم - زجروا بالنجوم ، وأصله عند البخاري بهذا السياق اهـ .

قلت : مرداس بن قيس هذا ذكره أبو موسى في الذيل ، والحديث الذي ذكره الخرائطي فإنه أخرجه في كتاب الهواتف له من طريق عيسى بن يزيد بن صالح بن كيسان ، عمن حدثه عن مرداس بن قيس ، قال : "حضرت النبي صلى الله عليه وسلم - " وذكره إلى قوله عند مخرجه ، ثم قال : فقلت : يا رسول الله ، عندنا شيء من ذلك أخبرك به ، فذكر قصة طويلة فيها أن كاهنهم كان يصيب كثيرا ثم أخطأ مرة بعد مرة ، ثم قال : يا معشر دوس ، حرست السماء ، وخرج الأنبياء وإنه مات عقب ذلك " .

قال الحافظ في "الإصابة" : وعيسى أظنه ابن دأب ، وهو كذاب ، وفي السند أيضا عبد الله بن محمد البلوي كذاب .

وأخرج البيهقي في الدلائل عن الزهري ، قال : إن الله حجب الشياطين عن السمع ، بهذه النجوم ، وانقطعت الكهنة فلا كهانة ، وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس ، في قوله تعالى : وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع قال حرستها به السماء حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم - ؛ لكيلا يسترق السمع ، فأنكرت الجن ذلك ، فكان كل من استمع منهم قذف " .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس ، قال : كانت الجن قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم - يستمعون من السماء ، فلما بعث حرست فلم يستطيعوا أن يستمعوا .

التالي السابق


الخدمات العلمية