إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وقال لنفر من أصحابه مجتمعين أحدكم في النار ضرسه مثل أحد فماتوا كلهم على استقامة وارتد منهم واحد فقتل مرتدا .


(و) من معجزاته صلى الله عليه وسلم أنه (قال لنفر من أصحابه) كانوا (مجتمعين أحدكم ضرسه في النار مثل) جبل (أحد فماتوا كلهم على استقامة وارتد منهم واحد فقتل مرتدا) .

قال العراقي : ذكره الدارقطني في المؤتلف والمختلف ، من حديث أبي هريرة بغير إسناد في ترجمة الرجال بن عنفوت ، وهو الذي ارتد وهو بالجيم ، وذكره عبد الغني بالحاء المهملة وسبقه لذلك الواقدي والمدائني ، والأول أصح وأكثر، كما ذكره الدارقطني وابن ماكولا ، ووصله الطبراني من حديث رافع بن خديج ، بلفظ : "أحد هؤلاء النفر في النار " ، وفيه الواقدي عن عبد الله بن نوح متروك اهـ .

قلت : وعنفوت بنون وفاء ، ذكر ابن أبي حاتم أنه قدم في وفد بني حنيفة ، وكانوا بضعة عشر رجلا ، فأسلموا ، سمعت أبي يقول ذلك ، قال الحافظ : ولكنه ارتد وقتل على الكفر ، فروى سيف بن عمر في الفتوح عن مخلد بن قيس البجلي ، قال : خرج فرات بن حبان ، والرجال بن عنفوت ، وأبو هريرة ، من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم - فقال : لضرس أحدهم في النار أعظم من أحد ، وإن معهم لقفا غادر فبلغهم ذلك إلى أن بلغ أبا هريرة ، وفراتا قتل الرجال ، فخرا ساجدين " وروى الواقدي عن رافع بن خديج ، قال : كان في الرجال بن عنفوت من الخشوع ولزوم قراءة القرآن والخير فيما يرى النبي صلى الله عليه وسلم - شيء عجيب ، فخرج علينا يوما والرجال معنا جالس ، فقال : " أحد هؤلاء النفر في النار قال رافع ، فنظرت فإذا هم أبو هريرة ، وأبو روى والطفيل بن عمرو والرجال ، فجعلت أنظر وأتعجب فلما ارتدت بنو حنيفة سألت ما فعل الرجال ، قالوا افتتن شهد [ ص: 182 ] لمسيلمة "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - أشركه في الأمر ، فقلت : ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - هو الحق ، قالوا : وكان الرجال يقول : كبشان انتطحا فأحبهما إلينا كبشنا يعني مسيلمة ورسول الله صلى الله عليه وسلم - " .

التالي السابق


الخدمات العلمية