إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
الأصل الثالث :

العلم بأنه تعالى مع كونه أزليا أبديا ليس لوجوده آخر .


ثم أشار المصنف إلى دليله النقلي فقال: (فهو الأول) وهو دليل كونه أزليا (والآخر) وهو دليل كونه أبديا (والظاهر والباطن) وهو في كتابه العزيز، وجاء بمثله في الحديث الذي أخرجه أبو داود والترمذي كما تقدم، وهذا هو دليل المحدث أيضا، وأما الصوفي فدليله في الأبدية كدليله في الأزلية (لأن ما ثبت قدمه استحال عدمه) وهذا القول مبني على المشهور من أن القديم أخص من الأزلي، كما تقدم بيانه، قال شيخ مشايخنا: فليست الأعدام أزلية قديمة؛ حتى يرد ما قاله ابن التلمساني من أن الأعدام الأزلية قديمة، ولم يستحل عدمها فيما لا يزال; لانعدامها بالوجود، ويمكن أن يجاب على تسليم الترادف بأن ما عبارة عن موجود، فلا تدخل الأعدام .

التالي السابق


الخدمات العلمية