إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
الخامس : العجب بنسب السلاطين الظلمة وأعوانهم دون نسب الدين والعلم .

وهذا غاية الجهل ، وعلاجه أن يتفكر في مخازيهم وما جرى لهم من الظلم على عباد الله ، والفساد في دين الله ، وأنهم الممقوتون عند الله تعالى ، ولو نظر إلى صورهم في النار وأنتانهم وأقذارهم لاستنكف منهم ، ولتبرأ من الانتساب إليهم ، ولأنكر على من نسبه إليهم استقذارا واستحقارا لهم ، ولو انكشف له ذلهم في القيامة وقد تعلق الخصماء بهم والملائكة آخذون بنواصيهم يجرونهم على وجوههم إلى جهنم في مظالم العباد ; لتبرأ إلى الله منهم ، ولكان انتسابه إلى الكلب والخنزير أحب إليه من الانتساب إليهم ، فحق أولاد الظلمة إن عصمهم الله من ظلمهم أن يشكروا الله تعالى على سلامة دينهم ، ويستغفروا لآبائهم إن كانوا مسلمين فأما ، العجب فجهل محض .


(الخامس: العجب بنسب السلاطين الظلمة وأعوانهم) والافتخار به (دون نسب الدين والعلم، وهذا غاية الجهل، وعلاجه أن يتفكر في مخازيهم) وفضائحهم، (وما جرى لهم من الظلم والتعدي على عباد الله، والفساد في دين الله، وأنهم ممقوتون عند الله، ولو نظر إلى صورهم في النار) وقد امتحشوا وصاروا حمما (و) نظر إلى (أقذارهم وأنتانهم) مما يسيل من أجسادهم (لاستنكف منهم، ولتبرأ من الانتساب إليهم، ولأنكر على من نسبه إليهم استقذارا لهم واستحقارا، ولو انكشف له ذلهم في القيامة) ومهانتهم (وقد تعلق الخصماء بهم) يطالبونهم بحقوقهم، (والملائكة يأخذون بنواصيهم) ، وأقدامهم (يجرونهم على وجوههم إلى جهنم في مظالم العباد; لتبرأ إلى الله منهم، ولكان انتسابه إلى الكلب والخنزير أحب إليه من الانتساب إليهم، فحق أولاد الظلمة إن عصمهم الله تعالى من ظلمهم أن يشكروا الله تعالى على سلامة دينهم، ويستغفروا لآبائهم إن كانوا مسلمين، وأما العجب بنسبهم فجهل) .

التالي السابق


الخدمات العلمية