إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وفرقة أخرى غلب عليها الوسوسة في نية الصلاة ; فلا يدعه الشيطان حتى يعقد نية صحيحة ، بل يشوش عليه حتى تفوته الجماعة ، ويخرج الصلاة عن الوقت وإن تم تكبيره فيكون في قلبه بعد تردد في صحة نيته ، وقد يوسوسون في التكبير حتى قد يغيرون صيغة التكبير لشدة الاحتياط فيه ، يفعلون ذلك في أول الصلاة ، ثم يغفلون في جميع الصلاة فلا ، يحضرون قلوبهم ويغترون بذلك ، ويظنون أنهم إذا أتعبوا أنفسهم في تصحيح النية في أول الصلاة ، وتميزوا عن العامة بهذا الجهد والاحتياط ، فهم على خير عند ربهم .


(وفرقة أخرى غلب عليها الوسوسة في نية الصلاة; فلا يدعه الشيطان حتى يعقد نية صحيحة، بل يشوش عليه حتى تفوته الجماعة، ويخرج الصلاة عن الوقت) باشتغاله بالنية، (وإن تم تكبيره فيكون في قلبه بعد تردد في صحة نيته، وقد يوسوسون في التكبير حتى قد يغيرون صيغة التكبير) مع رفع الصوت (لشدة الاحتياط فيه، يفعلون ذلك في أول الصلاة، ثم يغفلون في جميع الصلاة، ولا يحضرون قلوبهم) ، بل يسرعون في القراءة، ويخففون الركوع والسجود، وكل ذلك مشاهد، خصوصا في هذه الأزمنة المتأخرة، (ويغترون بذلك، ويظنون أنهم إذا أتعبوا أنفسهم في تصحيح النية في أول الصلاة، وتميزوا عن العامة بهذا الجهد والاحتياط، فهم على خير عند ربهم) ، وليس كما ظنوا .

التالي السابق


الخدمات العلمية