إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وفرقة أخرى من أرباب الأموال اشتغلوا بها يحفظون الأموال ويمسكونها بحكم البخل ثم يشتغلون بالعبادات البدنية التي لا يحتاج فيها إلى نفقة كصيام النهار ، وقيام الليل ، وختم القرآن وهم مغرورون ; لأن البخل المهلك قد استولى على بواطنهم فهو يحتاج إلى قمعه بإخراج المال ، فقد اشتغل بطلب فضائل هو مستغن عنها ومثاله مثال من دخل في ثوبه حية ، وقد أشرف على الهلاك ، وهو مشغول بطبخ السكنجبين ليسكن به الصفراء ، ومن قتلته الحية متى يحتاج إلى السكنجبين ؟! ولذلك قيل لبشر إن فلانا الغني كثير الصوم والصلاة ، فقال : المسكين ترك حاله ودخل في حال غيره ، وإنما حال هذا إطعام الطعام للجياع والإنفاق على المساكين ، فهذا أفضل له من تجويعه نفسه ، ومن صلاته لنفسه من ، جمعه للدنيا ومنعه للفقراء .

.


(وفرقة أخرى من أرباب الأموال اشتغلوا بها يحفظون الأموال ويمسكونها بحكم البخل) والشح، (ثم يشتغلون بالعبادات البدنية التي لا يحتاج فيها إلى نفقة كصيام النهار، وقيام الليل، وختم القرآن)، وغير ذلك (وهم مغرورون; لأن البخل المهلك قد استولى على بواطنهم فهو يحتاج إلى قمعه بإخراج المال، فقد اشتغل بفضائل هو مستغن عنها) ، فغرور هؤلاء في ترك الأهم الأنفع، (ومثاله مثال من دخل في ثوبه حية، وقد أشرف على الهلاك، وهو مشغول بطبخ السكنجبين ليسكن به الصفراء، ومن قتلته الحية متى يحتاج إلى السكنجبين ؟! ولذلك قيل لبشر) الحافي رحمه الله تعالى: (إن فلانا الغني كثير الصوم والصلاة، فقال: المسكين [ ص: 488 ] ترك حاله ودخل في حال غيره، وإنما حال هذا إطعام الطعام للجياع والإنفاق على المساكين، فهذا أفضل له من تجويعه نفسه، ومن صلاته لنفسه، مع جمعه الدنيا ومنعه الفقراء) منها، نقله صاحب القوت .

التالي السابق


الخدمات العلمية