(الثاني أن يتوب عن بعض الكبائر دون بعض، وهذا أيضا ممكن لاعتقاده أن بعض الكبائر أشد وأغلظ عند الله) ، وهذا (كالذي يتوب عن القتل والنهب والظلم ومظالم العباد; لعلمه أن ديوان العباد لا يترك، وما بينه وبين الله) من الذنوب (يتسارع العفو إليه) كما ورد في الخبر السابق ذكره، (فهذا أيضا ممكن كما في تفاوت الكبائر والصغائر; لأن الكبائر أيضا متفاوتة في أنفسها، وفي اعتقاد مرتكبها; ولذلك قد يتوب عن بعض الكبائر التي لا تتعلق بالعباد، كما يتوب عن شرب الخمر دون الزنا مثلا; إذ يتضح له أن الخمر مفتاح الشرور) كلها، (وأنه إذا) شربها (زال عقله) ، وإذا زال عقله (ارتكب جميع المعاصي) كالزنا والقتل والسلب والنهب والاستطالة في العرض، (وهو لا يدري) أخرج nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر أنه سئل عن الخمر فقال: سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هي أكبر الكبائر وأم الفواحش، من شرب الخمر ترك الصلاة ووقع على أمه وخالته وعمته، وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ورسته في كتاب الإيمان عن شعبة مولى عباس، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رفعه: "إذا شرب الخمر سكر وزنى وترك الصلاة"، وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر عن سالم بن عبد الله التمار، عن أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر، وقال: تحدثوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=907334أن ملكا من بني إسرائيل أخذ رجلا فخيره أن يشرب الخمر، أو يقتل نفسا، أو يزني، أو يأكل لحم خنزير، أو يقتله فأبى، فاختار شرب الخمر، فإنه لما شربها لم يمتنع عن شيء أراده منه. الحديث .

(فبحسب ترجح شرب الخمر عنده ينبعث منه خوف يوجب ذلك تركا في المستقبل وندما على الماضي) .