إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
الصدق الثالث : صدق العزم فإن الإنسان قد يقدم العزم على العمل فيقول في نفسه .

: إن رزقني الله مالا تصدقت بجميعه أو بشطره أو : إن لقيت عدوا في سبيل الله تعالى قاتلت ولم أبال وإن قتلت ، وإن أعطاني الله تعالى ولاية عدلت فيها ولم أعص الله تعالى بظلم وميل إلى خلق .

فهذه العزيمة قد يصادفها من نفسه ، وهي عزيمة جازمة صادقة وقد يكون في عزمه نوع ميل وتردد وضعف يضاد الصدق في العزيمة فكان الصدق ههنا عبارة عن التمام والقوة ، كما يقال : لفلان شهوة صادقة .

ويقال هذا : المريض شهوته كاذبة ، مهما لم تكن شهوته عن سبب ثابت قوي ، أو كانت ضعيفة ، فقد يطلق الصدق ويراد به هذا المعنى .

والصادق والصديق هو الذي تصادف عزيمته في الخيرات كلها قوة تامة ، ليس فيها ميل ولا ضعف ولا تردد بل تسخو نفسه أبدا بالعزم المصمم الجازم على الخيرات ، وهو كما قال عمر رضي الله عنه لأن أقدم فتضرب عنقي أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر رضي الله عنه فإنه قد وجد من نفسه العزم الجازم والمحبة الصادقة بأنه لا يتأمر مع وجود أبي بكر رضي الله عنه وأكد ذلك بما ذكره من القتل .

ومراتب الصديقين في العزائم تختلف ، فقد يصادف العزم ولا ينتهي به إلى أن يرضى بالقتل فيه ، ولكن إذا خلي ورأيه لم يقدم ، ولو ذكر له حديث القتل لم ينقض عزمه ، بل في الصادقين والمؤمنين من لو خير بين أن يقتل هو أو أبو بكر كانت حياته أحب من حياة أبي بكر الصديق .


(الصدق الثالث: صدق العزم ) أي: الصدق في العزم على الخير (فإن الإنسان قد يقدم على العزم على العمل فيقول في نفسه: إن رزقني الله مالا تصدقت بجميعه ) على الفقراء والمساكين (أو بشطره ) أو: إن رزقني الله علما لأعلمن الناس ولأعملن به (أو: إن لقيت عدوا في سبيل الله قاتلت ولم أبال وإن قتلت، وإن أعطاني الله تعالى ولاية عدلت فيهم ولم أعص الله تعالى بظلم ولا ميل إلى خلق، فهذه العزيمة قد يصادفها من نفسه، وهي عزيمة جازمة صادقة ) والصدق فيها أن لا يكون في العزم تردد .

(وقد يكون في عزمه نوع ميل وتردد وضعف يضاد الصدق في العزيمة ) ويناقضه، قال الله تعالى: فهم في ريبهم يترددون (فكان الصدق ههنا عبارة عن التمام والقوة، كما يقال: لفلان شهوة صادقة، ويقال: لهذا المريض شهوة كاذبة، مهما لم تكن شهوته عن سبب ثابت قوي، أو كانت ضعيفة، فقد يطلق الصدق ويراد به هذا المعنى، والصادق والصديق هو الذي تصادف عزيمته في الخيرات كلها قوية تامة، ليس فيها ميل ولا ضعف ولا تردد [ ص: 77 ] بل تسخو نفسه أبدا بالعزم المصمم الجازم على الخيرات، وهو كما قال عمر رضي الله عنه ) في يوم سقيفة بني ساعدة لما أشير إليه بالخلافة: (لأن أقدم فتضرب عنقي أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر ) رضي الله عنه، فهذا هو الصدق في العزم (فإنه قد وجد من نفسه العزم الجازم ) القوي (والمحبة الصادقة بأن لا يتأمر مع وجود أبي بكر -رضي الله عنه- وأكد ذلك بما ذكره من القتل، ومراتب الصديقين في العزائم تختلف، فقد يصادف العزم ولا ينتهي به إلى أن يرضى بالقتل فيه، ولكن إذا خلي ورأيه لم يقدم، ولو ذكر له حديث القتل لم ينقض عزمه، بل في الصادقين والمؤمنين من لو خير بين أن يقتل هو وأبو بكر ) رضي الله عنه (كانت حياته أحب إليه من حياة أبي بكر الصديق ) رضي الله عنه .

فدرجات عزم الصديقين تتفاوت في القوة، وأقصاها ينتهي إلى الرضا بضرب الرقبة دون تحقيقه .

التالي السابق


الخدمات العلمية