صفحة جزء
والأعراض من العلوم والإرادات، فقول القائل: بك آخذ وبك أعطي .. إلى آخره، يقتضي أن به هذه الأعراض الأربعة، وعندهم [ ص: 387 ] جميع الكائنات هو مبدعها، وهو ربهم الأعلى، فمرتبته عندهم أجل مما وصف في هذا الحديث.

فهؤلاء يتمسكون من السمعيات بمثل هذا الحديث المكذوب، وهو لا يدل إلا على نقيض المطلوب: لا إسناد ولا متن، ثم يفسرون هذه الأحاديث مقلوبا، ويعبرون بتلك الألفاظ عن معان غير ما عناه الرسول صلى الله عليه وسلم، كما يعبرون بلفظ (الملك) و (الملكوت) و (الجبروت) عن: الجسم والنفس والعقل.

ولفظ الملك والملكوت والجبروت في كلام الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم لا يراد به ذلك.

وكذلك يعبرون بلفظ (الملائكة، والشياطين) عن: قوى النفس المحمودة والمذمومة.

وبالضرورة من الدين أن الرسل أرادوا بالملائكة والشياطين أعيانا قائمة بأنفسها متميزين لا مجرد أعراض قائمة بنفس الإنسان، كالقوة الجاذبة والماسكة والدافعة والهاضمة، وقوة الشهوة والغضب، وإن كان قد يسمى بعض الإعراض باسم صاحبه.

التالي السابق


الخدمات العلمية