صفحة جزء
وأما من قال: لا أصدق ما أخبر به حتى أعلمه بعقلي، فكفره ظاهر، وهو ممن قيل فيه: وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله [ ص: 190 ] الله أعلم حيث يجعل رسالته [الأنعام: 124] ، وقوله تعالى: فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا [غافر: 82-85] .

ومن عارض ما جاءت به الرسل برأيه فله نصيب من قوله تعالى: كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب [غافر: 34]، وقوله تعالى: الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار [غافر: 35]، وقوله تعالى: الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه [غافر: 56] والسلطان: هو الكتاب المنزل من السماء، فكل من عارض كتاب الله المنزل بغير كتاب الله الذي قد يكون ناسخا له أو مفسرا له، كان قد جادل في آيات الله بغير سلطان أتاه.

ومن هذا قوله تعالى: وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب [غافر: 5]، وقوله تعالى: وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا آياتي وما أنذروا هزوا [الكهف: 56] وأمثال ذلك مما في كتاب الله تعالى مما يذم به الذين عارضوا رسل الله وكتبه بما عندهم من الرأي والكلام. [ ص: 191 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية