قال:"وعلى هذا فقد بطل القول بالوجه الثاني، فإنه إذا كان حاصل الوجوب يرجع إلى صفة سلب ، فلا يوجب ذلك التركيب من ذات واجب الوجود ، وإلا لما وجد بسيط أصلا ، فإنه ما من بسيط إلا ويتصف بسلب غيره عنه ، وإن سلمنا أن وجوب الوجود أمر وجودي ، ولكن ما ذكرتموه من لزوم التركيب فهو لازم ، وإن كان واجب الوجود واحدا من حيث أن مسمى واجب الوجود مركب من الذات المتصفة بالوجوب ومن الوجوب الذاتي ، فما هو العذر عنه مع اتحاد الوجود فهو العذر مع تعدده" . 
قلت : الوجه الأول ذكره 
الرازي  قبله في إبطال هذا ، والوجه الثاني ذكره 
الرازي   -كما ذكره 
 nindex.php?page=showalam&ids=14592الشهرستاني  قبله- وهو أن هذا منقوض بمشاركة واجب الوجود لسائر الموجودات في مسمى الوجود، وامتيازه عنها بوجوب الوجود ، فقد صار فيه على أصلكم ما به الاشتراك وما به الامتياز .  
[ ص: 252 ]  nindex.php?page=showalam&ids=14552والآمدي  يقول: إن وجوب الوجود بالاشتراك اللفظي ، وقاله قبله 
 nindex.php?page=showalam&ids=14592الشهرستاني  والرازي  مع تناقضهما في ذلك ، وقولهما في موضع آخر خلاف ذلك . 
والمقصود هنا أن ما ذكروه في إبطال تعدد واجب الوجود وإفساد طرق 
 nindex.php?page=showalam&ids=13251ابن سينا  وأتباعه في ذلك ، يبين بطلان ما أحال عليه في قوله:"لا يجوز أن تكون الأجزاء كلها واجبة، على ما سيأتي تحقيقه في 
مسألة التوحيد"  .