صفحة جزء
وكذلك ما ذكره من أن من المواضع ما لا يحتمل اللفظ فيها إلا معنى واحدا، لا يحتمل ما يدعونه من الاستعارة والمجاز، كما ذكر في قوله تعالى: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام [سورة البقرة: 21]، وقال تعالى: هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك [سورة الأنعام: 158] على القسمة المذكورة، وأنه ليس تذهب الأوهام فيه ألبتة إلى أن العبارة مستعارة أو مجازية، فإن كان أريد بها ذلك إضمارا فقد رضي بوقوع الغلط والشبهة، فهذا حجة على من [نفى مضمون] ذلك من نفاة الصفات، وهو حجة عليه وعليهم جميعا، وموافقتهم له لا [ ص: 31 ] تنفعه فإن ذلك حجة جدلية لا علمية، إذ تسليمهم له ذلك لا يوجب على غيرهم أن يسلم ذلك له، فإذا بين بالعقل الصريح ما يوافق النقل الصحيح دل ذلك على فساد قوله وقولهم جميعا.

التالي السابق


الخدمات العلمية