بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
[ ص: 58 ] فهذا الحديث ونحوه يدل على أن جميع القيام من قبورهم يرون ربهم في أول الأمر، كلهم يراه مخليا به فيسأله ويخاطبه كما تقدم، ثم بعد ذلك ينادي المنادي فيراه المسلمون بمن معهم من المنافقين، ثم بعد ذلك يتميز المؤمنون وهم الذين يرونه رؤية تنعم، ويحجب عنه الكافرون بعد ذلك؛ إذ الرؤية في عرصات القيامة ليست من النعيم والثواب.

وذهب ابن خزيمة وطائفة إلى أنه لا يراه إلا المؤمنون والمنافقون، وذهبت طائفة أخرى إلى أن الكفار لا يرونه بحال، وقد تكلمنا على هذه المسألة في غير هذا الموضع.

والمقصود هنا بيان ما في الأحاديث المشهورة من قوله صلى الله عليه وسلم، فيرونه في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة. وأن تلك هي هذه المرة التي تجلى فيها لفصل القضاء بين عباده فخاطبهم وحاسبهم، ثم بعد ذلك جزاهم فأمر أن يتبع كل قوم معبودهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية