بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
فيقال: قد تقدم الكلام على هذه الآية في أول كلامه، وذكر أن الذي عليه جماهير الخلائق أن الله عز وجل نفسه نور، حتى نفاة الصفات الجهمية كانوا يقولون: إنه نور، وأما [ ص: 67 ] القول بأن الله عز وجل نفسه هو نور الشمس والقمر والنار، فهذا لا يقوله مسلم، ولكن قد ورد عن ابن مسعود أنه قال: "نور السموات من نور وجهه". وهذا يتكلم عليه في موضعه.

ويتوهم بعض الناس أن هذه الأنوار قديمة؛ لزعمهم أنها من نور الله عز وجل، بل يقولون: أن هذه الأنوار هي الله، وهو نصب الخلاف مع من يقول ذلك، ولكن يبقى كونه نورا مطلقا، فلم يذكر إلا قولين، إما أن يكون هو هذا النور المحسوس، وإما ألا يكون نورا بحال. وكلا القولين باطل. [ ص: 68 ]

بل هو نور، وله نور، وحجابه نور، وإن لم يكن ذلك محسوسا لنا، ولا حاجة في نفي كونه هذا النور المحسوس إلى ما ذكره من الأدلة، ولكن ضمنها نفي كونه نورا مطلقا، وذلك باطل. فنتكلم على ما ذكره من الوجوه.

التالي السابق


الخدمات العلمية