بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
قال: (وأما "المعتزلة" فإنه لم يصل إلينا في هذه الجزيرة من كتبهم شيء نقف منه على طرقهم التي سلكوها في هذا المعنى، ويشبه أن تكون طرقهم من جنس طرق الأشعرية ).

قال: (فإن قيل: فإذ قد تبين أن هذه الطرق كلها ليست واحدة منها هي الطريقة الشرعية التي دعا الشرع منها جميع الناس على اختلاف فطرهم إلى الإقرار بوجود الباري سبحانه [ ص: 160 ] وتعالى، فما هي الطريقة الشرعية التي نبه الكتاب العزيز عليها، واعتمدتها الصحابة -رضوان الله عليهم-؟

قلنا: الطرق التي نبه الكتاب العزيز عليها، ودعا الكل من بابها إذا استقرئ الكتاب العزيز وجدت تنحصر في جنسين: (أحدهما ) طريق الوقوف على العناية بالإنسان وخلق جميع الموجودات من أجله، ولنسم هذا دليل العناية. و (الطريقة الثانية ): ما يظهر من اختراع جواهر الأشياء الموجودات مثل اختراع الحياة في الجماد والإدراكات الحسية والعقل، ولنسم هذا دليل الاختراع ). ثم تكلم على شرح كل واحد من الطريقين.

التالي السابق


الخدمات العلمية