بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
قال أبو الحسن الأشعري: ( واختلفوا -يعني [ ص: 538 ] الأمة- في العين واليد والوجه على أربع مقالات. فقالت المجسمة: له يدان، ورجلان، ووجه، وعينان، وجنب، ويذهبون إلى الجوارح والأعضاء. وقال أصحاب الحديث لسنا نقول في ذلك إلا ما قال الله تعالى أو جاءت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فنقول: وجه بلا كيف، ويدان وعينان بلا كيف.

وقال عبد الله بن كلاب: أطلق اليد والعين والوجه خبرا؛ لأن الله تعالى أطلق ذلك، ولا أطلق غيره، فأقول هي صفات لله تعالى، كما قال في العلم والقدرة والحياة إنها صفات.

وقالت المعتزلة بإنكار ذلك إلا الوجه، وتأولت اليد بمعنى النعمة، وقوله: تجري بأعيننا [القمر: 14 ] أي بعلمنا، والجنب بمعنى الأمر، وقالوا في قوله تعالى: أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله [الزمر: 56 ] أي في أمر الله، وقالوا: نفس الباري هي هو، وكذلك ذاته هي هو، وتأولوا قوله: الصمد [الإخلاص: 2 ] على وجهين: أحدهما: أنه السيد والآخر: أنه المصمود إليه بالحوائج ) [ ص: 539 ] قال: (وأما الوجه؛ فإن المعتزلة قالت فيه قولين: قال بعضهم -وهو أبو الهذيل - وجه الله هو الله تعالى. وقال غيره معنى قوله ويبقى وجه ربك [الرحمن: 27 ] أي يبقى ربك، من غير أن يكون يثبت وجها يقال إنه هو الله تعالى، أو لا يقال ذلك فيه ).

التالي السابق


الخدمات العلمية