بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
ويعرفون حق السلف الذين اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، ويأخذون بفضائلهم ويمسكون عما شجر بينهم صغيرهم وكبيرهم، ويقدمون أبا بكر ثم عمر ثم عثمان ثم عليا رضي الله عنهم، ويقرون أنهم الخلفاء الراشدون المهديون أفضل الناس كلهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم.

[ ص: 365 ] ويصدقون بالأحاديث التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله ينزل إلى سماء الدنيا، فيقول: هل من مستغفر كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

ويأخذون بالكتاب والسنة، كما قال الله تعالى : فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول [النساء 59] ويرون اتباع من سلف من أئمة الدين وأن لا يبتدعوا في دينهم ما لم يأذن به الله.

ويقرون أن الله يجيء يوم القيامة، كما قال : وجاء ربك والملك صفا صفا [الفجر 22] وأن الله يقرب من خلقه كيف شاء كما قال : ونحن أقرب إليه من حبل الوريد [ق 16].

ويرون العيد والجمعة والجماعة خلف كل إمام بر وفاجر، ويثبتون المسح على الخفين سنة ويرونه في الحضر والسفر، ويثبتون فرض الجهاد للمشركين منذ بعث نبيه صلى الله عليه وسلم إلى آخر [ ص: 366 ] عصابة تقاتل الدجال وبعد ذلك.

ويرون الدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح وأن لا يخرجوا عليهم بالسيف وأن لا يقاتلوا في الفتنة، ويصدقون بخروج الدجال وأن عيسى ابن مريم يقتله.

ويؤمنون بمنكر ونكير والمعراج والرؤيا في المنام، وأن الدعاء لموتى المسلمين والصدقة عنهم بعد موتهم تصل إليهم.

ويصدقون بأن في الدنيا سحرة وأن الساحر كافر، كما قال تعالى، وأن السحر كائن موجود في الدنيا.

ويرون الصلاة على كل من مات من أهل القبلة مؤمنهم وفاجرهم وموارثتهم.

ويقولون إن الجنة والنار مخلوقتان.

وأن من مات مات بأجله وكذلك من قتل قتل بأجله.

[ ص: 367 ] وأن الأرزاق من قبل الله يرزقها عباده حلالا كانت أو حراما وأن الشيطان يوسوس للإنسان ويشككه ويخبطه.

وأن الصالحين قد يجوز أن يخصهم الله بآيات تظهر عليهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية