بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
وذكر الخلال في كتاب [ ص: 700 ] السنة ما تقدم من رواية حرب عن إسحاق بن إبراهيم أن الله عز وجل وصف نفسه في كتابه بصفات استغنى الخلق أن يصفوه بغير ما وصف به نفسه، من ذلك قوله :يأتيهم الله في ظلل من الغمام [البقرة 210] وقوله : وترى الملائكة حافين من حول العرش [الزمر 75] في آيات كلها تصف العرش، وقد ثبتت الروايات في العرش وأعلى شيء فيه، وأثبته قول الله: الرحمن على العرش استوى [طه 5]، قال: وأنا أبو بكر المروذي، ثنا محمد بن الصباح النيسابوري، ثنا سليمان بن داود أبو داود الخفاف، قال: قال إسحاق بن [ ص: 701 ] راهويه: قال الله تبارك وتعالى: الرحمن على العرش استوى [طه 5] إجماع أهل العلم أنه فوق العرش استوى ويعلم كل شيء في أسفل الأرض السابعة وفي السموات السبع وما فوق العرش، أحاط بكل شيء علما، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولاحبة في ظلمات البر والبحر إلا وقد عرف ذلك كله وأحصاه، ولا يعجزه معرفة شيء عن معرفة غيره.

ثم قال أبو بكر الخلال في كتاب السنة: أنا أبو بكر المروذي، قال: سمعت أبا عبد الله قيل له: روى علي بن الحسن ابن شقيق عن ابن المبارك أنه قيل له: كيف نعرف الله؟ قال: على العرش بحد، قال: قد بلغني ذلك عنه وأعجبه، ثم قال أبو عبد الله: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام [البقرة 210] ثم قال: وجاء ربك والملك صفا صفا [الفجر 22] [ ص: 702 ] قال الخلال: وأنا محمد بن علي الوراق، ثنا أبو بكر الأثرم، حدثني محمد بن إبراهيم القيسي، قال: قلت لأحمد بن حنبل: يحكى عن ابن المبارك قيل له: كيف نعرف ربنا؟ قال: في السماء السابعة على عرشه بحد. فقال أحمد: هكذا هو عندنا.

[ ص: 703 ] وقال: ثنا الحسن بن صالح العطار، ثنا هارون بن يعقوب الهاشمي، سمعت أبي يعقوب بن العباس، قال: [ ص: 704 ] كنا عند أبي عبد الله، قال: فسألناه عن قول ابن المبارك على العرش استوى بحد، فقلنا له: ما معنى قول ابن المبارك بحد؟ قال: لا أعرفه، ولكن لهذا شواهد من القرآن في خمسة مواضع: إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه [فاطر 10] .

وقال: أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض [الملك 16] تعرج الملائكة والروح إليه [المعارج 4]. وهو على العرش وعلمه مع كل شيء.

التالي السابق


الخدمات العلمية