بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
الوجه الثالث: أن كون الرؤية مستلزمة لأن يكون الله بجهة من الرائي أمر ثبت بالنصوص المتواترة ففي الصحيحين وغيرهما الحديث المشهور عن الزهري قال: أنا سعيد بن المسيب وعطاء بن يزيد [ ص: 431 ] الليثي أن أبا هريرة أخبرهما: " أن الناس قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تضارون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا، قال: فهل تمارون في رؤية القمر ليس دونه سحاب؟. قالوا: لا يا رسول الله. قال: فإنكم ترونه كذلك". وذكر الحديث بطوله، قال أبو سعيد: أشهد لحفظته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهكذا هو في الصحيحين من حديث زيد بن أسلم عن عطاء بن [ ص: 432 ] يسار عن أبي سعيد قال: قلنا: يا رسول الله، هل نرى ربنا؟ قال: هل تضارون في رؤية الشمس إذا كان صحوا؟ قلنا: لا يا رسول الله، قال: فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر إذا كان صحوا؟ قلنا: لا، قال: فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما تضارون في رؤيتهما، وساق الحديث بطوله، وفي صحيح مسلم من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: " قال ناس: يا رسول الله أنرى ربنا يوم القيامة؟ قال: فهل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة ليست في سحاب؟ قالوا: لا، قال: فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحاب؟ قالوا:: لا، قال: والذي نفسي بيده لا تضارون في رؤيته إلا كما تضارون في رؤية أحدهما" وذكر الحديث بطوله.

التالي السابق


الخدمات العلمية