بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
وقد قدمنا فيما مضى طرفا من كلام السلف والأئمة في الرد على هؤلاء مثل الأثر المشهور عن ابن المبارك أنه قيل له: "بماذا نعرف ربنا؟ قال: بأنه فوق سمواته على عرشه، بائن من خلقه؛ لا نقول كما تقول الجهمية: إنه ها هنا في الأرض وقول [ ص: 54 ] الإمام أحمد: هكذا هو عندنا وروي عن ابن أبي حاتم في كتاب "الرد على الجهمية" حدثنا الحسن بن علي بن مهران، حدثنا بشار بن موسى الخفاف، قال: جاء بشر بن الوليد [ ص: 55 ] إلى أبي يوسف فقال له: تنهاني عن الكلام وبشر المريسي وعلي الأحول وفلان يتكلمون؟ فقال: وما يقولون؟ قال: يقولون الله في كل مكان. فبعث أبو يوسف وقال: علي بهم، فأتوا إليه وقد قام بشر فجيء بعلي الأحول والشيخ، يعني الآخر، فنظر أبو يوسف إلى الشيخ وقال: لو أن فيك موضع أدب لأوجعتك، فأمر به إلى الحبس، وضرب عليا الأحول وطوف به.

وقال أيضا: حدثنا علي بن الحسن بن يزيد السلمي، [ ص: 56 ] سمعت أبي يقول: حبس رجل في التجهم فتاب، فجيء به إلى هشام بن عبيد الله الرازي ليمتحنه، فقال له: أتشهد أن الله على عرشه، بائن من خلقه؟ قال: لا أدري ما بائن من خلقه فقال: ردوه فإنه لم يتب بعد. وقال عبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق لما روى حديث ابن عباس: "ما بين السماء السابعة إلى كرسيه سبعة آلاف نور، فهو فوق ذلك. قال: من زعم أن الله هاهنا فهو جهمي خبيث، إن الله سبحانه فوق العرش، وعلمه محيط بالدنيا والآخرة".

التالي السابق


الخدمات العلمية