[ ص: 113 ] فصل عظيم المنفعة 
في أمر المعاد 
وذلك أن مذهب أهل السنة والجماعة ما دل عليه الكتاب والسنة ، واتفق عليه سلف الأمة وأئمتها : 
الإيمان بالقيامة العامة التي يقوم الناس فيها من قبورهم لرب العالمين ، ويجزي العباد حينئذ ويحاسبهم ، ويدخل فريقا الجنة وفريقا النار ، كما هو مبين في الكتاب والسنة . 
والإيمان مع ذلك بنعيم القبر وعذابه ، وبما يكون في البرزخ من حين الموت إلى حين القيامة من نعيم وعذاب ، فالإنسان منذ تفارق روحه بدنه هو إما في نعيم وإما في عذاب ؛ فلا يتأخر النعيم والعذاب عن النفوس إلى حين القيامة العامة ، وإن كان كماله حينئذ ، ولا تبقى النفوس المفارقة لأبدانها خارجة عن النعيم والعذاب ألوفا من السنين إلى أن تقوم القيامة الكبرى . ولهذا قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة بن شعبة   : أيها الناس! إنكم تقولون : القيامة ، القيامة ، وإنه من مات فقد قامت قيامته  . 
واسم «الساعة » في السنة قد يرد ويراد به انقراض القرن وهلاك أهله ، كما ذكر ذلك 
 nindex.php?page=showalam&ids=13890البغوي  وغيره ، وهو مذكور في أحاديث  
[ ص: 114 ] صحيحة : «حتى تقوم الساعة » يريد به انخرام ذلك القرن ؛ فلهذا هو مفسر في نفس الحديث الصحيح . 
وكذلك 
مذهب أهل السنة والجماعة : الإقرار بمعاد الأرواح والأبدان جميعا ، وأن الروح باقية بعد مفارقة البدن منعمة ومعذبة  .