صفحة جزء
[ ص: 393 ]

مسألة

عن رجل يزعم أنه شيخ ويتوب الناس ويأمرهم بأكل الحية [ ص: 394 ] سئل الشيخ تقي الدين رحمة الله عليه عن رجل يزعم أنه شيخ ومن أولاد المشايخ ، ويجلس على سجادة ويتوب الناس ، ثم إنه يأمر الفقراء بأكل الحية وبمسكها ، وإذا قصدوا أكلها أكلوها في حضرة الشيخ ، ويسيل دمها على لحاهم ، ثم يأمرهم بالدخول في النار ويأكلوا منها ، ويأخذ الشيخ عصا يعصر منها دما أو سمنا ، ويتوب النساء حتى يخرجن مولهين ، ويحاضر الشيخ النساء ويزعم أنه من السادات العلماء المتصلين بالله تعالى ، وأن ذلك كله من الكرامات الربانية ، فهل ذلك كله أفعال ربانية أو شيطانية ؟ وهل السلف فعلوا ذلك أم لا ؟ وهل يحل فعل ذلك أم لا ؟ وهل يحل لمسلم إكرام من كانت هذه أفعاله أو مجالسته أم لا ؟ وكل ذلك بدعة محضة أو لا ؟ أفتونا رحمكم الله ، وأوضح عن كل فصل ، فإن هذه البدع قد فشت في البلاد ، واستحوذ الشيطان على قلوب جماعة كثيرة ، أفتونا مأجورين مثابين .

فأجاب رحمه الله تعالى

الحمد لله رب العالمين . من أمر الناس بأكل الحيات أو العقارب أو الزنابير أو غير ذلك من الخبائث التي حرمها الله ورسوله ، وجعل كل ذلك من كرامات الأولياء ، فهو مبتدع ضال مستحق للعقوبة التي تزجره [ ص: 396 ] وأمثاله عن ذلك ، فإن المسلمين متفقون على أن أكل الحيات ليس مما أمر الله به ورسوله ، ولا هو من كرامات الأولياء ، بل ذلك محرم عند جمهور علماء المسلمين . وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم » ، وذكر منها الحية والعقرب . وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أمر بقتل الحيات ، ولم يتقدم لأحد من أهل الخير أمر لأحد من أتباعهم بأكل الحيات .

التالي السابق


الخدمات العلمية