صفحة جزء
مسألة

في لحوم الخيل وألبانها، هل هي مباحة أم لا؟

الجواب

أما لحم الخيل فهو مباح عند أكثر علماء المسلمين، وهو مذهب الشافعي وأحمد بن حنبل وطائفة من أصحاب أبي حنيفة - كأبي يوسف ومحمد صاحبي أبي حنيفة -، وهو مذهب الثوري وابن المبارك وإسحاق بن راهويه وأبي ثور وابن المنذر، وهو قول ابن عمر وابن الزبير وغيرهما من العبادلة. فإنه قد ثبت في الصحيحين عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم حرم لحوم الحمر الأهلية يوم خيبر وأذن في لحوم الخيل. وثبت في الصحيحين عن أسماء بنت أبي بكر قالت: نحرنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا فأكلنا لحمها. ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حرم لحم الخيل في حديث صحيح. [ ص: 344 ]

والقرآن لا يدل على تحريمه، فإن قوله والخيل والبغال والحمير لتركبوها امتن الله بها على عباده بما يقصد منها في العادة، ولم يرد بذلك تحريم أكلها، بدليل أن الصحابة بعد نزول هذه الآية أكلوا لحم الحمر يوم خيبر حتى نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم، والآية مكية، فلو كان فيها دليل على التحريم كان الصحابة رضي الله عنهم أعلم بذلك. وأما الذين نهوا عنها من العلماء كأبي حنيفة فقيل عنه: كراهة تحريم، وقيل: كراهة تنزيه.

وأما ألبانها فإن كانت لا تسكر فهي مباحة كلحمانها، وإن كانت مسكرة فهي حرام. رواه البخاري ومسلم. ولمسلم: "كل مسكر خمر، وكل خمر حرام". وتحريم كل مسكر هو مذهب عامة المسلمين، كمالك والشافعي وأحمد بن حنبل ومحمد بن الحسن وغيره من أصحاب أبي حنيفة.

ويجوز للرجل أن يأكل لحمها ويشرب لبنها إذا لم يكن مسكرا، كما يجوز أكل اللحم باللبن مطلقا، ولم يحرم أكل اللحم باللبن إلا اليهود الذين حرموا طيبات أحلت لهم لظلمهم وذنوبهم. والله تعالى أعلم. [ ص: 345 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية