صفحة جزء
مسألة

في عقيدة أهل كيلان [ ص: 392 ] ذكر من شاهد بخط الشيخ الإمام المحدث عبد الله الإسكندري ما صورته -وقد حدثني به غير مرة-:

حضر الشيخ شمس الدين محمد بن الرضي خطيب كيلان* يوم الأربعاء رابع عشر صفر سنة خمس عشرة وسبعمائة بدمشق المحروسة، بعد قضاء نسكه في عوده إلى بلده، إلى بين يدي الشيخ -يعني تقي الدين أحمد ابن تيمية- فسلم عليه، وفاتحه الشيخ فيما يقولون عن أهل كيلان في نزول الرب عز وجل إلى الأرض والطرقات؟

فقال: والله الذي لا إله غيره هذا شيء ما سمعته لا من خواص الناس ولا من عامتهم.

ثم سأله عن النزول إلى السماء الدنيا؟

فقال: سمعنا عن شيخ الإسلام الأنصاري أنه قيل له: ما تقول في النزول؟ فقال: نزول لا يعرفه الكروبيون، أعرفه؟ وهذا جوابنا عن النزول. . [ ص: 394 ]

فسأله الشيخ عن القول في المصحف؟

فقال: الورق مخلوق وكلام الله غير مخلوق.

فقال الشيخ: هكذا تقول؟

فقال: هذا اعتقادنا، نعم هكذا نقول.

فقال الشيخ: الصوت، ما تقولون فيه؟

فقال: نحن نقول: صوت القرآن غير صوت الناس.

فقال الشيخ: أنا إذا قلت: الحمد لله رب العالمين [الفاتحة: 2]، ما هو؟

فقال: كلام الله.

فقال الشيخ: بصوتي أم بصوت الله القائم بذاته سمعت ذلك في هذه الساعة؟

فقال: سمعت القرآن بصوت القرآن.

فقال الشيخ: بل سمعت القرآن بصوتي، الكلام كلام الباري، والصوت صوت القاري. هذا هو الحق، ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: « زينوا القرآن بأصواتكم». [ ص: 395 ]

صورة خط الشيخ عبد الله الإسكندري: نعم الأمر على ما ذكره شيخنا أبو العباس أحمد ابن تيمية رضي الله عنه وأرضاه، وجعل الجنة مأواه. كتب عبد الله الإسكندري.

* * *

كتب بعده بخط الأصل: قال الشيخ تقي الدين أحمد ابن تيمية شيخنا رضي الله عنه: ليس لأحد أن يتكلم في أحد بلا علم، ولا بهوى النفس، فإن الإنسان مسؤول عن ذنوب نفسه لا عن ذنوب غيره.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية