سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
ذكر قدوم أبي هريرة وطائفة من أوس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بخيبر

روى الإمام أحمد ، والبخاري في التاريخ ، وفي مجمع الزوائد للهيثمي في أول خيبر عن خزيمة ، والطحاوي ، والحاكم ، والبيهقي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قدمنا المدينة ، ونحن ثمانون بيتا من أوس ، فصلينا الصبح خلف سباع بن عرفطة الغفاري ، فقرأ في الركعة الأولى بسورة : «مريم» ، وفي الآخرة «ويل للمطففين» فلما قرأ إذا اكتالوا على الناس يستوفون [ ص: 137 ] [المطففين 2] قلت : تركت عمي بالسراة له مكيلان ، إذا اكتال اكتال بالأوفى ، وإذا كال كال بالناقص ، فلما فرغنا من صلاتنا ، قال قائل : رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر ، وهو قادم عليكم ، فقلت : لا أسمع به في مكان أبدا إلا جئته ، فزودنا سباع بن عرفطة ، وحملنا حتى جئنا خيبر فنجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد فتح النطاة ، وهو محاصر الكتيبة ، فأقمنا حتى فتح الله علينا .

وفي رواية فقدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد فتح خيبر ، وكلم المسلمين فأشركنا في سهمانهم .

وروى البخاري ، وأبو داود عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قدمت المدينة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر حين افتتحها ، فسألته أن يسهم لي ، قال : فتكلم بعض ولد سعيد بن العاص فقال : لا تسهم له يا رسول الله ، قال : فقلت : هذا والله هو قاتل ابن قوقل ، فقال : وأظنه أبان بن سعيد بن العاص سميا عجبا لوبر تدلى علينا من قدوم ضأن يعيرني بقتل امرئ مسلم أكرمه الله على يدي . ولم يهنى على يديه .

وروى البخاري ، وأبو داود عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبانا على سرية من المدينة ، قبل نجد ، قال أبو هريرة :

فقدم أبان وأصحابه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر بعد ما افتتحها ، وإن حزم خيلهم لليف ، فقال : يا رسول الله أرضخ لنا فقال أبو هريرة : يا رسول الله لا تقسم لهم ، فقال أبان وأنت بهذا يا وبر تحدر من رأس خال - وفي لفظ - فإن ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «يا أبان اجلس» فلم يقسم لهم
.

التالي السابق


الخدمات العلمية