سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
ذكر رد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الأنصار ما منحوه للمهاجرين

روى الشيخان ، والحافظ ، ويعقوب بن سفيان عن أنس - رضي الله عنه - قال : لما قدم المهاجرون من مكة إلى المدينة قدموا وليس بأيديهم شيء ، وكان الأنصار أهل أرض وعقار ، فقاسمهم الأنصار على أن أعطوهم أنصاف ثمار أموالهم كل عام ، ويكفوهم العمل والمؤنة ، وكانت أم أنس أعطت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعذاقا لها ، فأعطاهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم أيمن مولاته أم أسامة بن زيد ، فلما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أهل خيبر ، وانصرف إلى المدينة ، رد [ ص: 151 ] المهاجرون إلى الأنصار منائحهم التي كانوا قد منحوهم من ثمارهم ، ورد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أمي أعذاقها .

وفي رواية : فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطانيهن ، فجاءت أم أيمن فجعلت الثوب في عنقي ، وجعلت تقول : كلا والله الذي لا إله إلا هو لا يعطيكهن وقد أعطانيهن ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «يا أم أيمن اتركي ولك كذا وكذا» وهي تقول : كلا - والله الذي لا إله إلا هو ، فجعل يقول : لك كذا وكذا ، ولك كذا» وهي تقول : كلا والله الذي لا إله إلا هو حتى أعطاها عشرة أمثالها أو قريبا من عشرة أمثالها .

التالي السابق


الخدمات العلمية