سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
ذكر منزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح

روى محمد بن عمر عن أبي جعفر - رحمه الله تعالى - قال : كان أبو رافع قد رب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبة بالحجون من أدم ، فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى انتهى إلى القبة ، ومعه أم سلمة ، وميمونة زوجتاه .

وروى البخاري وغيره عن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - أنه قال : يا رسول الله : أنى [ ص: 231 ] تنزل غدا ؟ تنزل في دارك ؟ قال : «وهل ترك لنا عقيل من رباع أو دار ؟ ”

وكان عقيل ورث أبا طالب هو وأخوه طالب ، ولم يرثه جعفر ولا علي - رضي الله عنهما - لأنهما كانا مسلمين ، وكان عقيل وطالب كافرين ، أسلم عقيل بعد .

وروى البخاري ، والإمام أحمد عن أبي هريرة - رضي الله عنه - : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «منزلنا إن شاء الله تعالى إذا فتح الله بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر”

يعني بذلك المحصب ، وذلك أن قريشا وكنانة تحالفت على بني هاشم ، وبني المطلب أن لا يناكحوهم ولا يبايعوهم حتى يسلموا إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم .

وروى محمد بن عمر عن أبي رافع - رضي الله عنه - قال : قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم - ألا تنزل منزلك من الشعب ؟ فقال : «وهل ترك لنا عقيل منزلا ؟ ” وكان عقيل قد باع منزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومنزل إخوته من الرجال والنساء بمكة ، فقيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانزل في بعض بيوت مكة غير منازلك ، فأبى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال : «لا أدخل البيوت” ولم يزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مضطربا بالحجون لم يدخل بيتا ، وكان يأتي المسجد لكل صلاة من الحجون .

التالي السابق


الخدمات العلمية