سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
ذكر دخول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البيت وصلاته فيه

روى البخاري في الصلاة ، ومسلم في الحج ، عن الإمام مالك بن أنس والبخاري في الصلاة والمغازي عن جويرية بن أسماء ، والبخاري في الصلاة ، ومسلم في الحج عن يونس بن يزيد عن أيوب ، والبخاري في الصلاة والمغازي عن موسى بن عقبة ، والبخاري في المغازي عن فليح بن سليمان ، ومسلم في الحج عن عبد الله بن عمر ، ومسلم في الحج ، والنسائي في الصلاة عن خالد بن الحرث عن ابن عون ، وابن عوانة ، وابن ماجة في الحج عن حسان بن عطية كلهم عن نافع ، والبخاري في الحج عن سالم بن عبد الله بن عمر ، وفي كتاب الصلاة عن مجاهد ، والإمام أحمد عن ابن عمر ، وابن دينار ، والإمام أحمد والنسائي عن ابن أبي مليكة والإمام أحمد ، والطبراني عن أبي الشعثاء كلهم عن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وابن أبي شيبة بسند حسن وأبو جعفر الطحاوي عن جابر بن عبد الله ، وابن قانع عن أبي بشر ومسافع بن شيبة عن أبيه شيبة بن عثمان ، وأبو جعفر الطحاوي من طريقين عن عبد الله بن الزجاج ، والإمام أحمد ، والأزرقي عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن الزبير ، والطبراني برجال الصحيح عن عبد الرحمن بن صفوان ، والإمام أحمد والطحاوي ، وابن قانع بسند حسن ، وأبو داود بسند ضعيف عن عمر بن الخطاب . والبزار بسند ضعيف عن أبي هريرة ، والحاكم في صحيحه ، والبيهقي عن عائشة - رضي الله تعالى عنهم - قال يونس بن يزيد : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقبل يوم الفتح من أعلى مكة على راحلته ، زاد فليح : القصواء [ ص: 239 ] - وهو مردف أسامة ، ومعه بلال ، وعثمان بن طلحة ، حتى أناخ في المسجد . ولفظ فليح : عند البيت . وقال لعثمان : ائتني بالمفتاح ، قال أيوب : فذهب إلى أمه ، فأبت أن تعطيه المفتاح فقال : والله لتعطينه أو لأخرجن هذا السيف من صلبي ، فلما رأت ذلك أعطته إياه ، فجاء به ، ففتح عثمان له الباب ، ثم اتفقوا ، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأسامة وبلال وعثمان بن طلحة وقال ابن عوف - كما عند النسائي والفضل بن عباس ، ولأحمد نحوه عن ابن عباس - بعد أن ذكر الثلاثة الأول - ولم يدخلها أحد معهم ، زاد مسلم فأغلقوا عليهم الباب .

وعند محمد بن عمر عن شيوخه : فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالكعبة فأغلقت . ولفظ الإمام مالك : فأغلقاها عليه ، وفي رواية ابن عوف : فأجاف عليهم عثمان الباب . زاد حسان بن عطية : من داخل .

وفي حديث صفية بنت شيبة عند ابن إسحاق ، فوجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في البيت حمامة من عيدان ، فكسرها بيده ، ثم طرحها .

وفي حديث جابر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما دخل البيت رأى فيه تمثال إبراهيم ، وإسماعيل ، وإسحاق ، وقد جعلوا في يد إبراهيم الأزلام يستقسم بها ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :

«قاتلهم الله ، لقد علموا ما كان إبراهيم يستقسم بالأزلام” . ثم دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بزعفران فلطخه بتلك التماثيل .


وعند ابن أبي شيبة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، ويحيى بن عبد الرحمن ابن حاطب - رحمهما الله تعالى - قالا : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما دخل الكعبة كبر في زواياها وأرجائها ، وحمد الله تعالى ، ثم صلى ركعتين بين أسطوانتين ، قال يونس : فمكث نهارا طويلا ، ولفظ فليح : زمانا طويلا ، ولفظ جويرية : فأطال ، ولفظ ابن عوف : فمكث فيها مليا ، ولفظ أيوب : فمكث فيها ساعة . وفي رواية ابن أبي مليكة عن نافع : فوجدت شيئا فذهبت ثم جئت سريعا فوجدت النبي - صلى الله عليه وسلم - خارجا ، ولفظ سالم : فلما فتحوا الباب وكنت أول والج ، وفي رواية فليح : فتبادر الناس الدخول فسبقتهم . وفي رواية أيوب : وكنت رجلا شابا قويا فبادرت الناس فبدرتهم ، وفي رواية ابن عوف : فرقيت الدرجة فدخلت البيت ، وفي رواية مجاهد ، وابن أبي مليكة عن ابن عمر : وأجد بلالا قائما بين البابين . وفي رواية سالم : فلقيت بلالا فسألته :

زاد مالك فقلت : ما صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي رواية سالم . هل صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه ؟ قال : نعم . وفي رواية مجاهد ، وابن أبي مليكة : فقلت هل صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، في [ ص: 240 ] الكعبة ؟ قال : نعم ، وفي رواية العلاء بن عبد الرحمن عن ابن عمر : أنه سأل بلالا ، وأسامة وفي رواية أبي الشعثاء عن ابن عمر قال : أخبرني أسامة بن زيد أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى فيه ههنا . وفي رواية خالد بن الحرث عن ابن عوف عن مسلم ، والنسائي عن ابن عمر : فرقيت الدرجة فدخلت البيت ، فقلت أين صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قالوا : ههنا . وفي رواية جويرية .

ويونس ، وجمهور أصحاب نافع : فسألت بلالا : أين - صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : بين العمودين اليمانيين - ولفظ جويرية : المقدمين - وفي رواية مالك : جعل عمودا عن يمينه ، وعمودا عن يساره . وفي رواية : عمودا عن يمينه وعمودين عن يساره ، وجعل ثلاثة أعمدة وراءه ، وفي رواية عنه : عمودا عن يساره ، وعمودين عن يمينه . قال البيهقي : وهو الصحيح ، وفي رواية فليح : صلى بين ذينك العمودين المقدمين من السطر وكان البيت على ستة أعمدة سطرين .

صلى بين العمودين من السطر المقدم ، وجعل باب البيت خلف ظهره ، وعند المكان الذي صلى فيه مرمرة حمراء ، وفي رواية موسى بن عقبة عند البخاري ، ومالك في رواية ابن قاسم عن النسائي عن نافع : أن بين موقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين الجدار نحو ثلاثة أذرع . وفي رواية ابن مهدي عند أبي داود ، وابن وهب عند الدارقطني في الغزوات - كلاهما عن مالك ، وهشام ، وابن سعد عن أبي عوانة عن نافع : صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبينه وبين الجدار ثلاثة أذرع .

قال الحافظ أبو الفضل العراقي - رحمه الله تعالى - ملخصا من طرق الأحاديث - : أن مصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من البيت أن الداخل من الباب يسير تلقاء وجهه حين يدخل إلى أن يجعل بينه وبين الجدار ثلاثة أذرع أو ذراعين أو ما بينهما لاختلاف الطرق . قال : ولا ينبغي أن يجعل بينه وبين الجدار أقل من ثلاثة أذرع ، فإن كان الواقع أنه ثلاثة أذرع فقد صادف مصلاه ، وإن كان ذراعين فقد وقع وجه المصلي وذراعاه في مكان قدمي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهذا أولى من المتقدم .

التالي السابق


الخدمات العلمية