سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
ذكر من ثبت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين

روى البيهقي عن حارثة بن النعمان - رضي الله عنه - قال : لقد حزرت من بقي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أدبر الناس ، فقلت : مائة واحد .

وروى ابن مردويه عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : لقد رأينا يوم بدر وإن الفئتين لموليتان ، وما مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مائة رجل .

وروى الإمام أحمد ، والحاكم ، والطبراني ، والبيهقي ، وأبو نعيم ، برجال ثقات عن ابن مسعود قال : كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين فولى الناس وثبت معه ثمانون رجلا من المهاجرين والأنصار ، فنكصنا على أعقابنا نحوا من ثمانين قدما ، ولم نولهم الدبر إلى آخره ، وتقدم .

قال محمد بن عمر يقال : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما انكشف الناس عنه يوم حنين - قال لحارثة «يا حارثة ، كم ترى الناس الذين ثبتوا” قال : فما التفت ورائي تحرجا ، فنظرت عن يميني وعن شمالي ، فحزرتهم مائة ، فقلت : يا رسول الله!! هم مائة فما علمت أنهم مائة حتى كان يوم مررت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يناجي جبريل عند باب المسجد ، فقال جبريل : «يا محمد من هذا ؟ ” قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «حارثة بن النعمان” فقال جبريل : هو أحد المائة الصابرة يوم حنين ، لو سلم لرددت عليه ، فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حارثة ، قال : «ما كنت أظنه إلا دحية الكلبي واقفا معك” .

وروى ابن أبي شيبة عن الحكم بن عتيبة - بلفظ تصغير عتبة الباب - رحمه الله تعالى - قال : لما فر الناس يوم حنين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - جعل يقول :


«أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب”

فلم يبق معه إلا أربعة ، ثلاثة من بني هاشم ، ورجل من غيرهم ، علي بن أبي طالب ، والعباس وهما بين يديه ، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بالعنان ، وابن مسعود من جانبه الأيسر ، قال : فليس يقبل أحد إلا قتل ، والمشركون حوله صرعى ، فمن أهل بيته عمه العباس ، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ، وأخوه ربيعة أبناء عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والفضل بن العباس ، وعلي بن أبي طالب ، وجعفر بن أبي سفيان بن الحارث وقثم بن العباس - قال في الزهر : وفيه نظر ، لأن المؤرخين قاطبة فيما أعلم عدوه فيمن توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو صغير ، فكيف شهد حنينا!! وعتبة ومعتب ابنا أبي لهب ، وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب ، ونوفل بن الحارث ، وعقيل بن أبي طالب ، وأسامة بن زيد ، وأخوه لأمه أيمن بن أم أيمن ، وقتل يومئذ ، ومن المهاجرين : أبو بكر - رضي الله عنه - وعمر بن الخطاب - رضي الله عنه . [ ص: 330 ]

وعثمان بن عفان - رضي الله عنه - روى البزار عن أنس - رضي الله عنه - : أن أبا بكر وعمر وعثمان وعليا - رضي الله تعالى عنهم - ضرب كل منهم يومئذ بضعة عشر ضربة - وابن مسعود - رضي الله عنه - ومن الأنصار : أبو دجانة ، وحارثة بن النعمان - قد ذكر في ذلك عند محمد بن عمر - وسعد بن عبادة ، وأبو بشير - كما في حديثه عند محمد بن عمر - وأسيد بن الحضير ، ومن أهل مكة : شيبة بن عثمان الحجبي - كما تقدم - ومن نساء الأنصار : أم سليم بنت ملحان أم أنس بن مالك ، وأم عمارة نسيبة بنت كعب ، وأم الحارث جدة عمارة بن غزية - بفتح العين ، وكسر الزاي المعجمتين - وأم سليط بنت عبيد - قال محمد بن عمر : يقال إن المائة الصابرة يومئذ ثلاثة وثلاثون من المهاجرين وستة وستون من الأنصار .

التالي السابق


الخدمات العلمية