سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
ذكر البشير الذي قدم المدينة بهزيمة هوازن

روى محمد بن عمر عن داود بن الحصين قال : كان بشير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهل المدينة بفتح الله - تعالى - عليه وهزيمة هوازن ، نهيك بن أوس الأشهلي ، فخرج في ذلك اليوم ممسيا ، فأخذ في أوطاس حتى خرج على غمرة ، فإذا الناس يقولون هزم محمد هزيمة لم يهزم هزيمة مثلها قط ، وظهر مالك بن عوف على عسكره ، قال : فقلت الباطل يقولون ، والله لقد ظفر الله - تعالى - رسوله - صلى الله عليه وسلم وغنمه نساءهم وأبناءهم ، قال : فلم أزل أطأ الخبر حتى انقطع بمعدن بني سليم أو قريبا منها ، فقدمت المدينة وقد سرت من أول أوطاس ثلاث ليال وما كنت أمسي على راحلتي أكثر مما كنت أركبها فلما انتهيت إلى المصلى ناديت : أبشروا يا معشر المسلمين بسلامة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين ، ولقد ظفره الله - تعالى - بهوازن ، وأوقع بهم ، فسبى نساءهم ، وغنم أموالهم ، وتركت الغنائم في يديه تجمع ، فاجتمع الناس يحمدون الله - تعالى - على سلامة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين ، ثم انتهيت إلى بيوت أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرتهن ، فحمدن الله - تعالى - على ذلك .

قال وكانت الهزيمة الأولى التي هزم المسلمون ذهبت في كل وجه حتى أكذب الله - تعالى - حديثهم . [ ص: 341 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية