سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
ذكر بعثه مناديا ينادي : من نزل من العبيد فهو حر

قال ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير : حدثني عبد الله بن المكرم الثقفي ، ومحمد بن عمر عن شيوخه قالوا : نادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حر" فخرج من الحصن بضعة عشر رجلا : المنبعث ، وكان اسمه المضطجع فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنبعث حين أسلم ، وكان عبدا لعثمان بن عامر بن معتب ، وكان جوادا روميا ، والأزرق بن عقبة بن الأزرق وكان عبدا لكلدة - بفتح الكاف وسكون اللام ، وبالدال المهملة - الثقفي ثم صار حليفا في بني أمية ، ووردان وكان عبدا لعبد الله بن ربيعة الثقفي ، ويحنس - بضم التحتية وفتح الحاء المهملة والنون المشددة وبالسين المهملة - النبال وكان عبدا ليسار بن مالك الثقفي ، وأسلم سيده بعد ، فرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليه ولاءه ، وإبراهيم بن جابر ، وكان عبدا لخرشة - بفتح الخاء المعجمة والراء والشين المعجمة الثقفي ، ويسار ، وكان عبدا لعثمان بن عبد الله . وأبو بكرة نفيع - بضم النون وفتح الفاء وسكون التحتية - بن مسروح - بفتح الميم وسكون السين المهملة وضم الراء وبالحاء المهملة - وكان عبدا للحارث بن كلدة ، وإنما كني بأبي بكرة لأنه نزل في بكرة من الحصن ، ونافع أبو السايب وكان عبدا لغيلان بن سلمة ، فأسلم غيلان بعد ، فرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولاءه إليه ، ونافع بن مسروح ، ومرزوق غلام لعثمان بن عبد الله .

وروى الإمام أحمد عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الطائف "من خرج إلينا من العبيد فهو حر" فخرج عبيد من العبيد فيهم أبو بكرة ، فأعتقهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

وروى الشيخان عن أبي عثمان النهدي قال : سمعت سعدا - وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله - وأبا بكرة - وكان قد تسور حصن الطائف قالا : سمعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :

من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنة عليه حرام

. وفي رواية نزل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة [ ص: 385 ] وعشرون من الطائف - فشق ذلك على أهل الطائف مشقة شديدة ، واغتاظوا على غلمانهم - فأعتقهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل رجل منهم إلى رجل من المسلمين يمونه ويحمله فكان أبو بكرة إلى عمرو بن سعيد بن العاص ، وكان الأزرق ، إلى خالد بن سعيد بن العاص ، وكان وردان إلى أبان بن سعيد بن العاص ، وكان يحنس النبال إلى عثمان بن عفان ، وكان يسار بن مالك إلى سعد بن عبادة ، وكان إبراهيم بن جابر إلى أسيد بن الحضير ، وأمرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقرئوهم القرآن ، ويعلموهم السنن ، فلما أسلمت ثقيف تكلمت أشرافهم في هؤلاء المعتقين ، منهم الحارث بن كلدة يردونهم إلى الرق ،

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أولئك عتقاء الله ، لا سبيل إليهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية