سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
شرح غريب ذكر عتب جماعة من الأنصار على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

سائر الناس - هنا باقيهم ، ويكون بمعنى جميعهم كما ذكره الجوهري وابن الجواليقي وابن بري ، وغلط من غلط الجوهري ، واستشهد له قال ابن ولاد : سائر توافق بقية : نحو أخذت من المال وتركت سائره لأن المتروك بمنزلة البقية وتفارقها من حيث إن السائر - لما كثر والبقية لما قل : لهذا نقول : أخذت من الكتاب بقيته وتركت سائره ، ولا نقول تركت بقيته .

وجدوا - بفتح الواو والجيم : حزنوا . وفي رواية وجد بضم الواو والجيم جمع واجد ، ووجد عليه في نفسه : غضب .

القالة : الكلام الرديء .

يغفر الله لرسوله - صلى الله عليه وسلم - قالوه توطئة وتمهيدا لما يرد بعده من العتاب لقوله تعالى :

عفا الله عنك لم أذنت لهم [التوبة 43] الطلقاء بضم الطاء المهملة وفتح اللام وبالقاف والمد : جمع طليق ، فعيل بمعنى مفعول - منقول وهم من من عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة ولم يأسرهم ولم يقتلهم .

وسيوفنا تقطر من دمائهم : جملة في محل النصب على الحال مقررة لجهة الإشكال ، وهو من باب عرضت الناقة على الحوض . [ ص: 424 ]

إذا كانت شديدة - بالرفع والنصب .

استعتبناه : طلبنا منه العتبى - بضم العين وسكون التاء وفتح الباء : طلب الرضى .

فحدث - بضم الحاء وكسر الدال مبنيا للمفعول ، أي أخبر بمقالتهم .

أين أنت من ذلك .

الحظيرة - بالحاء المهملة والظاء المعجمة المشالة ، يشبه الزرب للماشية والإبل .

في قبة من أدم - بفتح الهمزة المقصورة والدال المهملة : جلد بلا دبغ .

فجاء رجل من المهاجرين .

ضلالا بضم الضاد المعجمة وتشديد اللام الأولى : أي بالشرك .

عالة - بعين مهملة فلام مخففة : فقراء لا مال لكم .

الله ورسوله أمن : من المنة وهي النعمة .

المخذول : الذي ترك قومه نصره .

حديثو عهد بجاهلية ومصيبة من نحو قتل أقاربهم وفتح بلادهم .

أجبرهم - بفتح الهمزة وسكون الجيم وضم الموحدة : من الجبر عند الكسر . وفي رواية أجيزهم - بضم الهمزة وكسر الجيم بعدها تحتية ساكنة فزاي : من الجائزة .

اللعاعة - بضم اللام وبعينين مهملتين ، بقلة خضراء ناعمة شبه بها زهرة الدنيا ونعيمها في قلة بقائها .

القسم - بكسر القاف : الحظ والنصيب .

الرحل هنا : منزل الرجل ومسكنه وبيته الذي فيه أثاثه ، ذكرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما غفلوا عنه من عظم ما اختصوا به منه بالنسبة إلى ما اختص به غيرهم من عرض الدنيا الفانية .

الشاة والبعير اسما جنس يقع كل منهما على الذكر والأنثى .

يحوزونه - بالحاء المهملة .

الشعب - بكسر الشين المعجمة وسكون العين : الطريق في الجبل .

الوادي : المكان المنخفض ، وقيل : الذي فيه ماء ، والمراد بلدهم .

لو سلك الأنصار واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار أو شعبهم ، أشار - صلى الله عليه وسلم - بذلك إلى ترجيحهم بحسن الجوار والوفاء بالعهد لا وجوب متابعته إياهم إذ هو - صلى الله عليه وسلم - المتبوع المطاع لا التابع المطيع ، فما أكثر تواضعه - صلى الله عليه وسلم - . [ ص: 425 ]

الشعار - بكسر الشين المعجمة : الثوب الذي يلي الجسد .

الدثار - بكسر الدال المهملة وبالثاء المثلثة المفتوحة : ما يجعل فوق الشعار ، أي أن الأنصار بطانته وخاصته وأنهم أحق به وأقرب إليه من غيرهم ، وهو تشبيه بليغ .

أخضلوا لحاهم - بفتح أوله وسكون الخاء وفتح الضاد المعجمتين : بلوها بالدموع .

أثرة - بفتح الهمزة والثاء المثلثة ، وبضم الهمزة وسكون المثلثة وبفتحتين ، ويجوز كسر أوله مع إسكان ثانيه ، أي يستأثر عليكم بمالكم فيه اشتراك في الاستحقاق .

فاصبروا حتى تلقوني على الحوض يوم القيامة فيحصل لكم الانتصاف ممن ظلمكم على الثواب الجزيل على الصبر .

التالي السابق


الخدمات العلمية