سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
ذكر من استخلفه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أهله ، ومن استخلفه على المدينة

قال ابن إسحاق : وخلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - على أهله ، وأمره بالإقامة فيهم ، فأرجف به المنافقون وقالوا : ما خلفه إلا استثقالا له ، وتخففا منه ، فلما قالوا ذلك أخذ علي سلاحه وخرج حتى لحق برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو نازل بالجرف ، فأخبره بما قالوا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذبوا ، ولكني خلفتك لما تركت ورائي ، فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك ، أفلا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ إلا أنه لا نبي بعدي فرجع علي إلى المدينة -

وهذا الحديث رواه الشيخان ، وله طرق تأتي في ترجمة سيدنا علي - رضي الله عنه . [ ص: 442 ]

واستخلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المدينة محمد بن مسلمة الأنصاري - رضي الله عنه - قال : وذكر الدراوردي : أنه استخلف عام تبوك سباع بن عرفطة ، زاد محمد بن عمر - بعد حكاية ما تقدم - ويقال ابن أم مكتوم ، وقال : والثابت عندنا محمد بن مسلمة ، ولم يتخلف عنه في غزوة غيرها ، وقيل : علي بن أبي طالب ، قال أبو عمرو وتبعه ابن دحية : وهو الأثبت ، قلت :

ورواه عبد الرزاق في المصنف بسند صحيح عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - ولفظه :

أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما خرج إلى تبوك استخلف على المدينة علي بن أبي طالب ، وذكر الحديث .

وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل بطن من الأنصار والقبائل من العرب أن يتخذوا لواء وراية ، وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جيشه من الاستكثار من النعال ،

وقال "إن الرجل لا يزال راكبا ما دام منتعلا"

وأمر أبا بكر - رضي الله عنه - أن يصلي بمن تقدمه - صلى الله عليه وسلم - .

التالي السابق


الخدمات العلمية