سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
ذكر اقتدائه - صلى الله عليه وسلم - بعبد الرحمن بن عوف في صلاة الصبح

روى ابن سعد بسند صحيح عن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال : كنا فيما بين الحجر وتبوك ذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحاجته وكان إذا ذهب أبعد ، وتبعته بماء بعد الفجر وفي رواية قبل الفجر فأسفر الناس بصلاتهم ، وهي صلاة الفجر حتى خافوا الشمس ، فقدموا عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - فصلى بهم فحملت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إداوة فيها ماء ، وعليه جبة رومية من صوف ، فلما فرغ صببت عليه فغسل وجهه ، ثم أراد أن يغسل ذراعيه فضاق كم الجبة فأخرج يديه من تحت الجبة فغسلهما ، فأهويت لأنزع خفيه ، فقال : "دعهما فإنني أدخلتهما طاهرتين" فمسح عليهما ، فانتهينا إلى عبد الرحمن بن عوف ، وقد ركع ركعة ، فسبح الناس لعبد الرحمن بن عوف حين رأوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى كادوا يفتنون ، فجعل عبد الرحمن يريد أن ينكص وراءه ، فأشار إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن اثبت ، فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلف عبد الرحمن بن عوف ركعة ، فلما سلم عبد الرحمن تواثب الناس ، وقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقضي الركعة الباقية ثم سلم بعد فراغه منها ، ثم قال : "أحسنتم ، أو - قد أصبتم - فغبطهم أن صلوا الصلاة لوقتها - إنه لم يتوف نبي حتى يؤمه رجل صالح من أمته ورواه مسلم بنحوه .

التالي السابق


الخدمات العلمية