سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
ذكر إخباره - صلى الله عليه وسلم - بموت عظيم من المنافقين لما هبت ريح شديدة

قال محمد بن عمر رحمه الله تعالى : وهاجت ريح شديدة بتبوك فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "هذا لموت منافق عظيم النفاق" فقدموا المدينة فوجدوا منافقا عظيم النفاق قد مات .

وروى محمد بن عمر عن شيوخه ، قالوا : " قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفر من سعد هذيم فقالوا : يا رسول الله ، إنا قدمنا إليك وتركنا أهلنا على بئر لنا قليل ماؤها ، وهذا القيظ ، ونحن نخاف إن تفرقنا أن نقتطع ، لأن الإسلام لم يفش حولنا بعد ، فادع الله تعالى لنا في مائها ، فإنا إن روينا به فلا قوم أعز منا لا يعبر بنا أحد مخالف لديننا . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابغوا لي [ ص: 456 ] حصيات فتناول بعضهم ثلاث حصيات فدفعهن إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففركهن بيده ثم قال :

اذهبوا بهذه الحصيات إلى بئركم فاطرحوها واحدة واحدة وسموا الله تعالى فانصرف القوم من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففعلوا ذلك ، فجاشت بئرهم بالرواء ، ونفوا من قاربهم من أهل الشرك ووطئوهم فما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة حتى أوطئوا من حولهم غلبة ودانوا عليه بالإسلام
.

التالي السابق


الخدمات العلمية