سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
ذكر صلاته - صلى الله عليه وسلم - على معاوية بن معاوية المزني في اليوم الذي مات فيه بالمدينة

روى الطبراني - في الكبير والأوسط - من طريق نوح بن عمر الطبراني في الكبير - من طريق صدقة بن أبي سهيل عن معاوية بن أبي سفيان ، وابن سعد والبيهقي من طريق العلاء أبو محمد الثقفي ، وابن سعد وابن أبي يعلى والبيهقي عن طريق عطاء بن أبي ميمونة كلاهما عن أنس - رضي الله عنهم - قالوا كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتبوك ، قال أنس : فطلعت الشمس بضياء وشعاع ونور لم أرها طلعت بمثلهم فيما مضى فأتى جبريل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "يا جبريل ما لي أرى الشمس اليوم طلعت بضياء وشعاع ونور لم أرها طلعت بمثلهم فيما مضى" قال : "ذلك معاوية بن معاوية المزني مات بالمدينة اليوم ، فبعث الله تعالى سبعين ألف ملك يصلون عليه ، فهل لك في الصلاة عليه ؟ قال : "نعم" ، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي ، فقال جبريل بيده هكذا يفرج له عن الجبال والآكام ، ومع جبريل سبعون [ ص: 457 ] ألف ملك ، فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصف الملائكة خلفه صفين ، فلما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لجبريل "بم بلغ هذه المنزلة" قال : "بحبه قل هو الله أحد يقرؤها قائما أو قاعدا ، أو راكبا أو ماشيا وعلى كل حال"

قال الحافظ في لسان الميزان في ترجمة محبوب بن هلال : هذا الحديث علم من أعلام النبوة ، وله طرق يقوي بعضها ببعض ، وقال في فتح الباري ، في باب الصفوف على الجنازة : إنه خبر قوي بالنظر إلى مجموع طرقه ، وقال في اللسان في ترجمة نوح بن عمر طريقة أقوى طرق الحديث - انتهى . وأورد الحديث النووي في الأذكار في باب "الذكر في الطريق" فعلم من ذلك رد قول من يقول : إن الحديث موضوع لا أصل له .

التالي السابق


الخدمات العلمية