سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
تنبيهات

الأول : قال العلماء ورحمهم الله تعالى «في حديث كعب بن الأشرف دليل على جواز قتل من سب سيدنا محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم أو انتقصه أو آذاه ، سواء أكان بعهد أم بغير عهد ، ولا يجوز أن يقال إن هذا كان غدرا ، وقد قال ذلك رجل كان في مجلس أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه ، فضرب عنقه . وإنما يكون الغدر بعد أمان ، وهذا نقض العهد ، وهجا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبه . وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عاهده ألا يعين عليه أحدا ، فنقض كعب العهد ، ولم يؤمنه محمد بن مسلمة ولا رفقته بحال ، وإنما كلمه في أمر البيع والرهن إلى أن تمكن منه .

الثاني : وقع في صحيح مسلم في قول كعب بن الأشرف : «إنما هذا محمد بن مسلمة ورضيعه وأبو نائلة » . قال القاضي [عياض] قال لنا شيخنا القاضي الشهيد : صوابه أن يقول : «إنما هذا محمد بن مسلمة ورضيعه أبو نائلة » أي بإسقاط الواو ، كذا ذكر أهل السير أن أبا نائلة كان رضيعا ل محمد بن مسلمة » . ووقع في صحيح البخاري : «ورضيعي أبو نائلة » .

قال : «وهذا له عندي وجه إن صح أنه كان رضيعا لكعب .

الثالث : وقع في الصحيح أن الذي خاطب كعبا هو محمد بن مسلمة ، وجل أهل المغازي على أنه أبو نائلة ، وأومأ الدمياطي إلى ترجيحه ، قال الحافظ : ويحتمل بجمع أن يكون [ ص: 30 ] كل منهما كلمه في ذلك؛ لأن أبا نائلة أخوه من الرضاعة ، ومحمد بن مسلمة هو ابن أخت كعب كما رواه عبد الله بن إسحاق الخراساني في فوائده .

الرابع : وقع في الصحيح عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار أن محمد بن مسلمة جاء معه برجلين ، قال سفيان : وقال غير عمرو : وأبو عبس بن جبر ، والحارث بن أوس ، وعباد بن بشر . قال الحافظ : فعلى هذا كانوا خمسة ، وهو أولى من رواية من روى أنهم كانوا ثلاثة فقط ، ويمكن الجمع بأنهم كانوا مرة ثلاثة وفي أخرى خمسة .

الخامس : في بيان غريب ما سبق :

الأشرف : بفتح الهمزة وسكون الشين المعجمة وفتح الراء وبالفاء .

النضير : بالضاد المعجمة ، وزن عليم .

نائلة : بنون وبعد الألف تحتية .

طيئ : بفتح الطاء وتشديد التحتية وآخره همزة .

اليقين : العلم وزوال الشك .

مقرونين : مجعولين قرنا بالشد والإثبات ، يقال : قرنهما تقرينا أي جعلهما قرنين .

كبت : بضم أوله وكسر الموحدة : أذله الله وصرفه عن مراده .

أبو وداعة : اسمه الحارث بن صبيرة ، بضم الصاد المهملة .

السهمي :
بفتح السين المهملة وسكون الهاء .

العيص : بكسر العين المهملة وسكون التحتية وبالصاد المهملة ، واد من ناحية ذي المروة على أربع ليال من المدينة .

القليب : البئر .

فشبب بنساء المسلمين : تقول فيهن وذكرهن بسوء .

من لكعب ؟ ! أي من الذي ينتدب لقتله ؟

يتعلق به نفسه : مأخوذ من العلقة ، والعلاق؛ أي بلغة من الطعام إلى وقت الغذاء يعني ما يسد به رمقه من الغذاء . ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالبناء للمفعول . الجهد : بفتح الجيم وضمها : الطاقة . عباد : بفتح العين المهملة وتشديد الموحدة .

ابن بشر : بكسر الموحدة وسكون الشين المعجمة . [ ص: 31 ]

سلكان : بكسر السين المهملة وإسكان اللام .

أبو عبس : بفتح العين المهملة وبعد الموحدة الساكنة سين مهملة واسمه : عبد الرحمن ابن جبر ، بفتح الجيم وسكون الموحدة والجبر ضد الكسر .

من أن نقول : حقه أن يقول ، يريد نفتعل قولا نحتال به ، قال السهيلي : يعني الكذب أباحه له؛ لأنه من خدع الحرب .

ما بدا لكم ، بلا همز . أي ظهر .

عنانا : بمهملة وتشديد النون الأولى من العناء وهو التعب .

وأيضا : أي وزيادة على ذلك ، وقد فسره بقوله : ولتملنه : بفتح الفوقية والميم وتشديد اللام من الملال وهو السآمة .

الوسق : بفتح الواو وكسرها .

ارهنوني : ادفعوا إلي شيئا يكون رهنا على الشيء الذي تريدونه .

نرهنك : بفتح أوله وثالثه من الثلاثي ، ويجوز من الرباعي نرهنك ، فيضم أوله ويكسر ثالثه .

قائل : باللام .

بشعره : بفتحتين من إطلاق القول على الفعل .

هتف : صاح .

محارب : بفتح الراء وكسرها .

ينفح : بالفاء والحاء المهملة .

المغول : بميم مكسورة فغين معجمة ساكنة فواو مفتوحة ، قال في الإملاء .

الحلقة : السلاح كله وأصله في الدرع ، ثم سمي السلاح كله حلقة .

اللأمة : بتشديد اللام وسكون الهمزة . قال ابن عيينة كما في الصحيح : يعني السلاح ، وقال أهل اللغة : الدرع .

بعاث : بضم الموحدة وبالعين المهملة وبثاء مثلثة .

العريض : بعين مهملة فتحتية فضاد معجمة ، تصغير عرض اسم واد شامي بالحرة الشرقية قرب قناة أبطأ بفتح همز أوله وآخره . [ ص: 32 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية