سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الثامن والثلاثون في سرية بشير بن سعد رضي الله تعالى عنه إلى بني مرة بفدك في شعبان سنة سبع .

قال محمد بن عمر ، وابن سعد رحمهما الله تعالى : «بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بشير بن سعد في ثلاثين رجلا إلى بني مرة بفدك ، فخرج يلقي رعاء الشاء ، فسأل عن الناس ، فقالوا : هم في بواديهم- والناس يومئذ شاتون لا يحضرون الماء- فاستاق النعم والشاء وانحدر إلى المدينة ، فخرج الصريخ فأخبرهم فأدركه الدهم منهم عند الليل ، فباتوا يرامونهم بالنبل حتى فنيت نبل أصحاب بشير ، وأصبحوا فحمل المريون عليهم فأصابوا أصحاب بشير وولى منهم من ولى ، وقاتل بشير قتالا شديدا حتى ارتث ، وضرب كعبه فقيل قد مات ، ورجعوا بنعمهم وشائهم ، وكان أول من قدم بخبر السرية ومصابها علبة بن زيد الحارثي . واستمر بشير بن سعد في القتلى ، فلما أمسى تحامل حتى انتهى إلى فدك ، فأقام عند يهود بها أياما حتى ارتفع من الجراح ثم رجع إلى المدينة .

التالي السابق


الخدمات العلمية